امتنعت مجموعة من كبريات شركات اللباس بإسبانيا عن تسويق لباس السباحة النسوي المعروف ب"البوركيني"، أو "المايوه الإسلامي"، المخصص للنساء المسلمات اللواتي يجدن حرجا في السباحة ب"البيكيني". وفي تصريحات للصحافة الإسبانية قالت سمية حنيني، مغربية مقيمة في المملكة الإيبيرية وتقوم بتصميم لباس "البوركيني" بشكل سري، إن هذا "اللباس يعرف إقبالا متزايدا، سواء من النساء المسلمات أو غيرهن، نظرا للمميزات التي يقدمها، خصوصا طبيعة القماش الواقي من الالتهابات التي قد تعرفها البشرة جراء تفاعل مياه البحر مع أشعة الشمس". وتعتبر المغربية سمية حنيني، ابنة مدينة بوزنيقة والمستقرة لأكثر من عقدين من الزمن بإقليم كانتابريا، من بين الأوائل في تصميم وتسويق هذا اللباس بإسبانيا، رغم كل المضايقات والإكراهات التي تعترضها، نظرا لطبيعة المجتمع الغربي والجدل الذي رافق ظهور هذا النوع من اللباس في أوروبا. وأصرت سمية حنيني على مواصلة تصميم البوركيني بعدة ورشات، بشكل سري، بعيدا عن أعين السلطات، تفاديا للمشاكل التي قد تعيق عملها، وتحقيقا لحلم طالما راودها منذ الأيام الأولى بشبه الجزيرة الإيبيرية، بعدما شاهدت نساء مسلمات محجبات يستجممن باللباس الاعتيادي أو يكتفين بمشاهدة الرجال. (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({}); وتعرف مجموعة من شواطئ إسبانيا تواجدا ملحوظا لهذا النوع من اللباس النسوي، كما تنشط تجارته في بعض المتاجر الصغيرة، ما دفع العديد من المهتمين بعالم الموضة إلى الإقبال على هذا اللباس لجذب النساء المحجبات، معتمدين في ذلك تصاميم تراعي المرجعية الإسلامية وتواكب آخر صيحات الموضة. ولازال لباس السباحة النسوي "البوركيني" يثير جدلا داخل القارة العجوز، على نطاق واسع؛ وتختلف فيه الآراء بين الرفض والقبول، وبين مطالب بمنعه وتشديد العقوبات والغرامات على مستعمليه، وبين من يرى في ذلك تضييقا على الحريات الفردية ودعوة صريحة إلى التمييز والعنصرية و"الإسلاموفوبيا".