الآن أنت تقرأ من حاسوب أو هاتف رائع عالي التقنية، دائم الإطلاع على جديد الأخبار و مستجدات الأحوال، تصفحك لوسائط التواصل طقس يومي، يهمك كثيرا تحديثات الأصدقاء و الأعداء، تتابع أحوالهم و تطالع صورهم، و يهمك أكثر أن تكون حاضرا في هذا الحيز بتدوينة أو صورة أو حتى انطباع. لديك الكثير من الأحلام و الطموحات، في الدراسة و العمل و الزواج بمن تحب، لإنجاب الأطفال تسميهم كما تشاء و تعليمهم ليكونوا أفضل منك بكثير، لديك العديد من الأماكن تطمح لزيارتها داخل البلاد و خارجها، و توفر المال لاقتناء الأشياء و تحقيق الرغبات، تتمرن في ناد رياضي لترضى عن جسمك أمام الناس على شاطئ البحر. فخور بصداقاتك العديدة و إنجازاتك الكثيرة، و تطمح دائما للمزيد، شغوف طموح طموع، تصبوا للأفضل مثل فلان و فلانة، أكثر مالا و شهرة و نجاحا و نفوذا و حياة. و لكن... كيف إذا تبخر كل شيء، نمت المساء و لم تستيقط ذات صباح، تحولت في لحظة إلى ...كان رحمه الله ... ستحف صور أصدقائك ألوان السواد لأيام، ستنهال رسائل التعازي، سيبكي الأقربون، سيتطوع من يحملك على الأكتاف، و سيبحث عن الثواب من يشارك في الصلاة عليك، سيفرح رجلان أو أربعة من حفاري القبور بأعطيات المكلومين بعد طمرك بالتراب. (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({}); عند المساء سترتفع قهقهات الأصدقاء و الأقرباء حول قصعة كسكس، سينساك الجميع بالتدريج بعد أيام أو أشهر. و أنت كأنك لم تكن ذات يوم. مثلكم شاب عشريني من مدينة ما، تزوج قبل سنة بعد قصة حب بوليودية، تزوجته بالرغم من أهلها المحافظين جدا، كان مصورا محترفا للأعراس و الحفلات، مهنة يعتبرها الأهل في خانة المكروهات، لكنهما تزوجا، و أثمرا طفلا أشقر بهيا يبلغ من العمر ثلاثة أشهر، بالأمس بعد أن قبل زوجته و ابنه الرضيع نام بعد يوم عمل روتيني ، نام نومة هنية حتى ....لم يستيقظ من نومته أبدا.