لا شك أن هذا العنوان الراسخ "للطيب صالح" مستعد في كل مرة للتأقلم مع كل الفضاءات و الأزمنة، أستحضره بعدما تحولت هذه الأيام لمرشد سياحي دون ترخيص وزاري لمزاولة المهنة، فبمجرد ما يعلم الأصدقاء هنا بانتمائي لحاضرة تطوان حتى تنهال علي كل الاستفسارات الممكنة عن الشمال، الكل يرغب في قضاء عطلة الصيف هناك، مع نهاية رمضان و ما صاحبه من انتهاء التلاميذ من اجتياز امتحاناتهم الإشهادية، و مع إقبال فصل الصيف، تحولت لوجهة مفضلة للكثيرين للسؤال عن المضيق و الفنيدق و مرتين و وادي لو وحتى شفشاون، عن الشقق المعدة للكراء، عن الفنادق و المطاعم و المحلات التجارية، عن الأسعار و الجودة و المعقول يسألون، عن كل شيء في الشمال. و الحق أقول، لا يُعلم قيمة النعم إلا بفقدها، و قد حبانا الله بمغرب مميز متعدد و غني بكل شيء، ثرواته الطبيعية و مناطقيته المختلفة و الآخاذة. لكن أرض الشمال لها سحر خاص، خاص جدا ، و لها طعم لا يتذوقه إلا من عاشه مستمتعا بزرقة المياه و بهاء الكورنيش و صخب الليل و لمسة الشمس الدافئة. (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({}); الشمال ملك للجميع بدون استثناء، كما كل بقاع الوطن ملك كل أبناء الوطن، غير أن بعض الدعوات العدائية المجنونة التي تروج هنا و هناك على صفحات الأزرق و الأخضر ( فيسبوك و واتساب ) المنددة بالزحف نحو الشمال، أصحابها غالبا تركوا عقولهم في درج خزانة مهملة بلا مفاتيح في منزل نائي لا يسكنه أحد غير القطط و العناكب، هي دعوات حمقاء، و الأجدى أن نعمل معا مسؤولين محليين و مواطنين على استغلال هذا الزحف البشري لعرض مدينتنا في أبهى حلة ، و إظهار ما تزخر به غير البحر، و تسويق منتجها في أجمل "emballage"، لعل من هؤلاء الوافدين من يرجع في فصل آخر غير الصيف ، و يسهم في دوران عجلة التنمية بالمنطقة طوال السنة.