بحدوث اعتداء جنسي آخر، على مواطنة أمريكية هذه المرة بصحراء مرزوكة وبأسابيع قليلة فقط على الاعتداء الجنسي السابق، الذي تعرضت له المدونة الألمانيةsuzy Cruz.C بشفشاون، يكون المغرب قد نجح فعلا، في إغلاق قوس الاستثناء الأمني، الذي كان ينعم به بعض السياح، بمحور الشاون، الصحراء في غضون السنين الأخيرة. نحن هنا لا نتحدث عن المدن الكبرى، والتي كما يعلم الجميع، أصبحت معاقل الإجرام، ومصانع لتفريخ المشرملين، مثل طنجة،تطوان، فاس،الدارالبيضاء، سلا وغيرها، فالإعتداءات والسرقة مسألة جد طبيعية وعادية، والجميع طبع معها من مواطنين، وأجانب، وأفارقة،وعديمي الجنسية. لكن ما استرعى انتباهنا، أن صناعة الأحداث السيئة والتي بالمناسبة يتقنها المغاربة بامتياز، انتقلت بفعل العدوى، إلى مدن كانت بالأمس القريب آمنة، مثل شفشاون ونواحيها والصحراء، وهي مناطق استطاعت في لحظات معينة، أن تخلق مسافة بينها، وبين باقي المدن المغربية ذات السمعة السيئة. ولاشك أن مضايقة السياح الأجانب، ومطاردتهم، من خلال عمليات الكر والفر ،لجلب أموالهم، تعتبر"ماركة" مغربية خالصة، كما هو مسجل ومثبت، في جميع منصات الأسفار والإستشارات العالمية، مما يؤكد صحة القاعدة التي تقول الأجرب يعدي السليم. بمعنى أوضح، فعدوى مضايقة السياح انتقلت من مدن الإجرام التقليدية، وتفشت في عموم التراب الوطني، وأصابت محور الشاون الصحراء، وبذلك تكون هذه "الجايحة" كسرت هذا الإستثناء الأمني.
وكنا في جريدة" بريس تطوان" قد قمنا من خلال الأمانة المنوطة بأعناقنا، بعملية تغطية ومتابعة دقيقة ورصينة لقضية المدونة الألمانية"سوزي" ،وتفاجأنا بعض الشيء، من عدم تمكن الرجل القوي في المحيط الأمني المغربي،"عبد اللطيف الحموشي"، أو من يقوم مقامه ويحل محله، ولو من باب المجاملة ،الاتصال بالمدونة الألمانية، المعتدى عليها فوق التراب المغربي، لكي يرجع لها وثائقها المسلوبة أولا، ويسأل عن أحوالها، ويحاول إقناعها بأن ما حدث لها ،هو فعل معزول وعرضي، والمغرب أجمل بلد في الدنيا، يرحب بها في أي وقت.
الآن بعد الإعتداء الأخير على السائحة والمواطنة الأمريكية، في قلب الصحراء، يبدو أنه قد بطل العجب، وفهمنا أن الأجهزة الأمنية بالمغرب، ربما تعلم أن حوادث الإعتداءات على السياح من طرف بعض أفراد، شعب، جاهل، فقير حقود، خامل ،مريض، تافه، فاقد للبوصلة، ويعيش سنوات الضياع الأبدي ،مسألة ستتكرر بكثرة في القادم من الأيام، وهي ليست مشكلة أمنية تقنية محضة، بل هي ورم خطير يتفشى داخل البنى الاجتماعية. لذا ففي تقديري ان إدارة الأمن المغربية من غير المنطقي، والمجدي الاتصال بكل فتاة أو امرأة، قررت زيارة المغرب من أجل السياحية والاستكشاف. وبناء عليه، فإن كل فتاة أجنبية قادتها الأقدار ، وجازفت بعبورها وحيدة، إلى الضفة الجنوبية لحوض البحر المتوسط ،عليها أن تمسح دموعها ،وتستقل أول طائرة، أو تدوس على دواسة بنزين سيارتها بأقصى سرعة ممكنة، بالضبط كما فعلت المدونة" سوزي "،ولا تلتفت وراءها أبدا، فأكيد أنه لن ينفعها في هذه الظروف الطارئة ولن يتصل بها، لا الحموشي، ولا لمياء بوطالب،ولا الوزير ساجد، فالمغاربة حسب وصف المطرب "البشير عبده" هم مغاربة ومعروفين، بكونهم مغاربة، وبه وجب الإعلام والسلام.