انطلقت يوم الجمعة 2018-04-29 بمدينة المضيق فعاليات الدورة السادسة من المنتدى الدولي للمدن العتيقة وتنمية التراث، والمنظم تحت شعار "المضيق ملتقى الحضارات: التراث اللامادي، إحياء، حماية وتثمين مستدام".
وستركز هذه الدورة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من طرف الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة وتنمية التراث بتعاون مع عدد من الشركاء المؤسساتيين إلى غاية 28 أبريل، على تنفيذ التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الرامية بالأساس إلى الرفع من قيمة التراث اللامادي في مجالاته المختلفة من عادات وتقاليد وفنون وأدب وتراث طبيعي، وجعله أساس تطوير القطاعات السياحية والثقافية والتنموية بالمغرب.
وأبرز رئيس الشبكة، محمد السفياني، في كلمة بالمناسبة أنه سيتم تسليط الضوء خلال أشغال هذا المنتدى الدولي على ثلاثة محاور تتمثل في "التراث اللامادي : الدعم المؤسساتي للحماية والتثمين"، و"التراث اللامادي وأهداف التنمية المستدامة"، و"التراث اللامادي : البحث عن التصنيف والتثمين". وأضاف أن هذه الدورة، التي تعرف مشاركة ثلة من الفاعلين الدوليين وممثلي المدن العتيقة والمؤسسات الشريكة، تطمح لأن تشكل "محطة لترسيخ انفتاح الشبكة، التي تأسست عام 2011، على مختلف تمظهرات التراث اللامادي"، موضحا في هذا الإطار غنى التراث المغربي بمختلف روافده العربية والأمازيغية والحسانية. من جانبه، اعتبر عامل عمالة المضيق – الفنيدق، حسن بويا، أن هذا المنتدى يشكل احتفالية بالتاريخ والحضارة التي تجمع بلدان المتوسط لاستذكار لحظات الماضي كرابط بين الأجيال الحالية والقادمة في سبيل صناعة المستقبل المشترك، موضحا أن المنتدى سيمكن أيضا من إبراز تاريخ المغرب باعتباره أرضا للتعايش والتساكن والقبول بالآخر. وأضاف أن الانصهار والتفاهم والتعايش هو بمثابة إكسير كانت تتنفسه شعوب الماضي بدليل وجود مختلف ضروب الفكر والديانات والحضارات، داعيا إلى النهل من التاريخ من أجل مجابهة النعرات ونزعات التناحر والتطرف ورفع تحديات التنمية. بدوره، سجل مدير وكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، منير البويوسفي، ضرورة تحديد التراث اللامادي والاهتمام به وتثمينه، وجعله أساسا لتطوير القطاعات السياحية والثقافية ودرعا للدفاع عن خصوصيات الشعوب، موضحا أن إدراج التراث اللامادي في المناهج التربوية سيساهم في الحفاظ عليه من الضياع عبر تدوينه ووضعه في إطار اجتماعي وإنساني ضمن منظومة شاملة في خدمة الأجيال الناشئة. وتم خلال الجلسة الافتتاحية تكريم ضيفة المنتدى، سمو الأميرة دعاء بنت محمد بن محمود عزت، مؤسسة اكاديمية "ملتقى الاصدقاء" بالمملكة العربية السعودية، وافتتاح معرض "أجيال" حول الفن في خدمة السلام والتسامح. يذكر أن المنتدى، الذي يشارك فيه مسؤولون وخبراء من المغرب وفلسطين وإيطاليا وإسبانيا والصين وفرنسا وألمانيا وساحل العاج والبرتغال ونيجيريا، يشكل فضاء خصبا لمناقشة القضايا المتعلقة بالمدن العتيقة والتراث اللامادي في مختلف تجلياته، واستعراض تجارب مختلف البلدان في تثمينه.