يكتسي يوم عرفة، الذي يوافق التاسع من شهر ذي الحجة، أهمية بالغة في نفوس المسلمين في مختلف بقاع العالم لما له من فضل عظيم. ويسعى المسلمون لاغتنام هذا اليوم في القيام بالأعمال الصالحة وخاصة الصوم والصلاة والذكر والدعاء. وأجمع العلماء على أن صوم يوم عرفة أفضل الصيام في الأيام، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "صيام يوم عرفه أحتسب على الله أنه يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده". فضل صيام يوم عرفة هناك أربع أحاديث عن رسول الله تتناول فضائِلُ يومِ عَرَفة ومنها فضل صيام يوم عرفة لغير الحاج وهي كالتالي: 1- عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها أنَّ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((ما مِن يومٍ أكثَرَ مِن أن يُعْتِقَ اللهُ فيه عبدًا مِنَ النَّارِ، من يومِ عَرَفةَ، وإنَّه لَيَدْنو، ثم يُباهِي بهم الملائكةَ، فيقول: ما أرادَ هؤلاءِ؟ )) 2- وفيما يتعلق بموضوع فضل صيام يوم عرفة لغير الحاج فقد روي عن أبي قَتادةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((صيامُ يومِ عَرَفةَ، أحتسِبُ على اللهِ أن يُكَفِّرَ السَّنَة التي قَبْلَه، والسَّنةَ التي بَعْدَه )). 3- عن عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رجلًا مِنَ اليهودِ قال: يا أميرَ المؤمنينَ، آيةٌ في كتابِكم تَقْرَؤُونها، لو علينا- معشَرَ اليهودِ- نَزَلَت، لاتَّخَذْنا ذلك اليومَ عيدًا، قال: أيُّ آيةٍ؟ قال: اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا [المائدة: 3] قال عُمَرُ: قد عَرَفْنا ذلك اليومَ، والمكانَ الذي نَزَلَتْ فيه على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وهو قائمٌ بعَرَفةَ يومَ جُمعةٍ . 4- وبالإضافة إلى فضل صيام يوم عرفة لغير الحاج فهناك فضل يتعلق ب العشر الأوائل من ذي الحجة ، حيث روي عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((ما العمَلُ في أيَّامِ العَشْرِ أفضَلَ مِنَ العَمَلِ في هذه))، قالوا: ولا الجهادُ؟ قال: ((ولا الجهادُ، إلَّا رجلٌ خرج يخاطِرُ بنَفْسِه ومالِه، فلم يرجِعْ بشيءٍ )) (7) .ويومُ عَرَفةَ هو اليومُ التَّاسِعُ من هذه الأيامِ العَشْرِ، فيَشْمَلُه ذلك الفَضْلُ.