اشتهر أكبر بارونات المخدرات بحياة البذخ والترف، سواء كانوا خلف قضبان السجون أو معانقين للحرية أو مختبئين عم المراقبة الأمنية، حيث تجدهم دائما في ترف وبذخ فاحش غير آبهين بما يقع خلف تحركاتهم الممنوعة وتجارتهم التي تعتمد على أساليب وتقنيات تساعد على تضليل السلطات عند مطاردتهم وتتبع آثارهم. مدن عدة في شمال المملكة أصبحت مثل الأبراج الشاهقة لأباطرة المخدرات، والتي يصعب اقتحامها من طرف رجال الأمن في بعض الأحيان، بسبب بنيتها الخاصة وكذا وجود أعين خاصة ودائمة تراقب "البارونات" من أي خطر يهدد سلامتهم وثرواتهم.
منير الرماش الشاب التطواني الذي تحول من بائع للسجائر بالتقسيط إلى بارون مخدرات، والذي يقبع في سجون المملكة منذ سنة 2003 إلى الآن كان قد أعد حفلا اعتبر من أفخم الحفلات العائلية آنذاك، عندما أنفق أزيد من 150 مليون دولار في عرس ابنة خالته، بعد أن غنى وائل جسار في هذا الحفل الذي أعدت له العدة بشكل كبير، وهي الليلة التي تم فيها تفتيش الفنان وائل جسار ومدير أعماله بشكل دقيق من طرف رجال الأمن بعد نهاية حفل الزفاف مما أجج نار غضبهما.
حفل الزفاف هذا عرف إجراءات أمنية مشددة، حيث انتشرت القوات العمومية بالقرب من مكان العرس فيما انتشر المخبرون في مختلف جنبات القاعة ورابطوا هناك، خصوصا وأن الحفل عرف حضور أسماء وازنة من عالم الفن والرياضة ورجال أعمال من مختلف الدول، لدرجة أن مظاهر البذخ بهذا الحفل البهيج بقيت متداولة على الألسنة لسنوات طوال، أعقبتها أبحاث واستفهامات حول مسيرة هذا البارون.
يُذكر أن مثل هاته الحفلات الباذخة والأسطورية من طرف بارونات المخدرات ترسم صورة معاكسة لدى الآخر، حيث يعتقد "العوام من الناس" أن المدن أو القرى التي تحتضن مثل هاته الحفلات هي مؤشر حقيقي على وجود حياة تمتاز بالرفاهية والتنمية، وهو الأمر الذي لا ينطبق تماما على الواقع، حيث نجد أشهر المناطق الشمالية المشتهرة عالميا بالقنب الهندي يعيش أهلها على "الجوع والمسكنة" .
للإشارة فالرماش منذ اعتقاله وهو يتميز بامتيازات داخل زنزانته بالسجن، رغم الضربة التي تلقاها من خلال مصادرة أملاكه حيث اعتبرت فترة القبض عليه بالانجاز الكبير من طرف أجهزة الجيش والأمن، ووجهت له تهم ثقيلة متعلقة بالاتجار الدولي في المخدرات، وارتكاب جرائم وتهديد الأمن القومي للبلاد، وجر معه عشرات من المسؤولين في جهاز الأمن والقضاء والجيش.