يكفي متابعة صفحة محمد الشرقاوي المستشار بالجماعة الحضرية لتطوان، للتعرف على عدد السفريات التي يقوم بها بين فينة و أخرى، وفي أوقات متقاربة. و يعد الشرقاوي بحسب متابعين الأكثر استفادة من الرحلات التي تدخل ضمن عمل الجماعة الحضارية لتطوان مقارنة مع زملائه.
ووصلت رحلات الشرقاوي في الفترة الممتدة بين شهر نونبر 2016، ونونبر الجاري حوالي خمس رحلات.
و امتدت هذه السفريات بحسب ما ينشره الشرقاوي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فايس بوك من جبل طارق غربا إلى الصين شرقا.
و حسب ذات المصدر فقد زار المستشار نفسه خلال نونبر 2016 جمهورية الشعبية الصين.
كما سافر الشرقاوي هذه السنة (2017) كلا من تركيا (شتنبر)، و تونس في (أكتوبر)، إلى جانب لبنان (نونبر)، و جبل طارق (نونبر).
و تأتي هذه السفريات الرحلات التي يصفها متابعون ب"المكوكية" عادة ضمن المؤتمرات و الملتقيات التي يحضرها رئيس الجماعة الحضرية لتطوان محمد إدعمار.
و في هذا السياق قال عدنان المناصرة العضو بالجمعية الوطنية لمحاربة الفساد بتطوان إن سفريات الشرقاوي تطرح عدة أسئلة حول المعايير التي تتبع في عملية اختيار ممثلي الجماعة في الملتقيات.
و اعتبر المناصرة في تصريح لبريس تطوان أنه من الضروري اعتماد إطار يطبعه مبدأ الشفافية من خلال عرض أسماء المستشارين المقترحين قبل أي سفر وذلك حرصا على معيار الكفاءة والنجاعة والمردودية.
و أوضح ذات المتحدث أنه مع وجود معطيات تتحدث عن اكراهات مالية خطيرة تتعرض لها خزينة الجماعة يبرز السؤال عن مدى "حكامة مثل هاته السفريات التي ترهق الخزينة"، بحسب تعبيره.
و تساءل المناصرة عن ما إذا كان الشرقاوي هو من يصرف من جيبه على المصاريف الموازية لهاته السفريات.
و لفت الفاعل الجمعوي إلى أنه إذا ثبت ذلك "سيكون الأمر خطيرا جدا ويمكن وصفه بتقديم الاغراءات والعطايا للرئيس وباقي المستشارين للتغاضي ربما عن خروقات ما بملفاته العقارية المثيرة للجدل بحسب المتتبعين لقطاع التعمير بالمدينة وكذا تسوية وضعيتها"، على حد قوله.
و في رده على هذه الانتقادات أكد الشرقاوي في تصريح أدلى به لبريس تطوان أن هذه السفريات هي من صميم اشتغاله كمكلف بالعلاقات الخارجية بمكتب الجماعة الحضرية لتطوان.
ونفى ذات المتحدث حصوله على تعويضات تتعلق بهذه السفريات بالقول "البلدية لا تؤدي لي تكاليف هذه الرحلات و لا اخذ تعويضات عن هذه السفريات"، بحسب تعبيره.
و اعتبر الشرقاوي الانتقادات التي تطاله بهذا الخصوص أنها تنبع من "الحسد و البغض و الناس لا يعرفون حقيقة الامور و كيهدرو في الخاوي"، وفق تعبيره.
و على الرغم من اعترافه بعدم معرفته للإطار القانوني الذي ينظم هذا الجانب من عمل المستشارين الجماعيين استطرد الشرقاوي بالقول "نحن لا نذهب للفسحة، بل نذهب للاشتغال و تتبع الملفات التي تجمع بين الجماعة و هذه الدول"، على حد قوله.
و عن حصيلة عمله في كمكلف بالعلاقات الخارجية بالجماعة الحضرية لتطوان أكد ذات المتحدث أن الحصيلة هي توطيد العلاقات مع هذه الدول و من بينها دول البحر الابيض المتوسط و تعزيز التعاون معها.
و شدد الشرقاوي على أن هذه الاسفار تكلفه ماديا و لكن "ذلك لا يمنعنا من أداء مهمتنا"، كما جاء على لسانه.
و تابع بالقول "أنا لا احصل على أي تعويضات عن السفر و أنا أدفع تكلفة التذاكر، في حين الاقامة و التغذية تكون في اطار الانشطة التي نقوم بها في هذه الدول"، يقول الشرقاوي.
كما دعا الشرقاوي المنتقدين ل"البحث و محاولة معرفة حقيقة الأمور"، وفق تعبيره.
و كان محمد إدعمار رئيس الجماعة الحضرية لتطوان قد أكد أن مرافقته من طرف الشرقاوي لا تكلف خزينة الجماعة الحضرية لتطوان أية مصاريف.
و أوضح إدعمار في تصريح سابق له أن سفريات المستشار المذكور تتم على نفقته الشخصية.
هذا و شارك محمد الشرقاوي قبل أيام ضمن أشغال الدورة الخامسة والثلاثين لمؤتمر صحفيي الضفتين المقامة ما بين 23إلى26 نونبر 2017 بجبل طارق تحت شعار "حاضر و مستقبل ثقافات المضيق".