الشيخ محمد المكي بن محمد اليمني بن سعيد الناصري ازداد بالرباط عام 1324 هجرية (1906) ميلادية، ويعد من الأوائل الذين درسوا بالمشرق العربي على كبار أدبائها وعلمائها بكلية الىداب المصرية وخصوصا في قسم الفلسفة وعلم الاجتماع ، أمثال الدكتور طه حسين، ومصطفى عبد الرزاق، وأحمد أمين، ومنصور فهمي، والدكتور عبد الوهاب عزمي أمين الجامعة العربية فيما بعد وغيرهم، فتشبع باللغة العربية وآدابها وفلسفتها، وتمكن من آلياتها التي أهلته ليكون نابغة علمية فذة، وفي كلية الآداب الفرنسية بباريس احتك بأساتذتها الاوربيين فربط علاقات مع المستشرقين الألمانيين : ليتمان-ورجستراسر والايطاليين: نيلينو، وكريري، والفيلسوف الفرنسي المشهور، اندري لاند" وولى وجهه أيضا إلى كلية الحقوق بجنيف حيث درس القانون الدستوري والقانون الدولي العام.فجمع ما بين الثقافتين العربية والإسلامية والاوروبية.
مؤسس مجلة المغرب الجديد الشيخ محمد المكي الناصري تاريخ الإصدار: يونيه 1935 الحجم: 25م على 17 م عدد الصفحات: 48 صفحة توقيت الاصدار: شهرية الأعداد الصادرة: 17 عددا سنة التوقف: 1936
نشاطة بتطوان ولم يجد المكي الناصري أمام الطوق الأسود الذي فرضه الاستعمار الفرنسي بالمنطقة السلطانية على كل من هو وطني أو يحمل الثقافة الإسلامية إلا مدينة تطوان التي دخلها صحبة أخيه العلامة الأستاذ محمد الناصري عام 1927، فكانا ضيفين كريمين بمنزل الأستاذ عبد الخالق الطريس، وتمكنا من ربط العلاقات المتينة والكبيرة مع أقطاب الحركة الوطنية بتطوان، ومتنا الصداقة بين أدبائها وعلمائها. ومن أهم محطاته الوطنية بتطوان: - تعيينه أستاذا بالمعهد الحر إلى جانب ثلة كبيرة من الوطنيين الذين أثروا الحركة التعليمية بمناهج ومقررات عصرية وحديثة تساير الحاضر الأوروبي. - وفي سنة 1936 أسس بتطوان حركة الوحدة المغربية بعد الانفتاح الفرنكوي بالمنطقة. - في سنة 1937 عين مشرفا على المدرسة الأهلية الحسنية، فجعلها من أحسن المدارس تنظيما، وتسييرا، بإرادته الحازمة. - وفي سنة 1937 أيضا عين مديرا لمعهد مولاي الحسن للأبحاث والدراسات الثقافية. وفي سنة 1938 اختاره الخليفة السلطاني للتفاوض مع الحكومة المصرية لترتيب وضمان حياة البعثة الطلابية بمصر، فكانت اكبر بعثة تعليمية إسلامية عربية توجه غلى مصر،وكان الخليفة السلطاني اول شخصية إسلامية تبني دارا للطلبة المغاربة مع مركب ثقافي وتعليمي في المستوى سمي ببيت المغرب. وفي سنة 1939 تولي إدارة معهد مولاي المهدي الثانوي، وهو واحد من المعاهد الكبرى آنذاك .وقضى الشيخ المكي بتطوان خيرة عمره، وزهرة شبابه،وقوة عطائه السياسي والأدبي والفكري إلى أواخر الأربعنيات من القرن الماضي، حيث كتب عددا كبيرا من المقالات بأسماء مستعارة، وأصدر عدة كتب بين سنتي 1925-1941 تناولت عدة قضايا ، منها ماطبع بتونس، والقاهرة والرباط-وتطوان. ولما تأزمت العلاقة بينه وبين السلطات الاستعمارية بتطوان، وتضايقت من نشاطه السياسي، ومن انتشار نفوذ حزبه بالمنطقة ،ورأت في الوحدة السياسية التي تآزرت بينه وبين حزب الإصلاح الوطني –على عكس ماكانت تريد- الأمر الذي أدى إلى إصدار بيان بينهما في سنة 1943 كوثيقة للمطالبة باستقلال المغرب ووحدة ترابه، وزعت على قناصل العالم بمدينة طنجة، بدون علمها، خافت من هذا التحرك الذي قد ينقلب ضدها، فقررت نفيه إلى غينيا الاستوائية ولكنه سرعان ما اكتشف الأمر فنقل نشاطه السياسي بعد استقراره النهائي بمدينة طنجة ومنها استمر في عمله الوطني، وفي اتصالاته بالخارج للدعوة إلى استقلال المغرب، بعد تأسيس مكتب المغرب العربي بالقاهرة، إلى أن تحقق الاستقلال، فبدأ مشوارا آخر من النضال المعرفي والثقافي والسياسي من خلال المناصب التي تقلدها ، كعامل وسفير، ثم وزير، فأستاذا بدار الحديث وكلية الحقوق، وعضوية أكاديمية المملكة المغربية ، وعضوية مجلس الوصاية، ورئاسة المجلس العلمي للعدوتين. وترك حوالي 40 كتابا مطبوعا-ودراسات بمختلف الصحف والمجلات المتخصصة.
الصحافة بشمال المغرب من التأسيس إلى الاستقلال تأليف: ذ. محمد الحبيب الخراز