تحققت مخاوف حقوقيين بإقليميوزانوشفشاون من مخاطر استنزاف المياه الجوفية والاستيلاء على منابع المياه الطبيعية بالمنطقة، بعد كارثة بيئية حلت بإحدى الجماعات القروية بوزان إثر نفوق أطنان من الأسماك بواد قريب منها.
وتناقل فاعلون جمعويون وحقوقيون صورا تبين أنابيب ضخمة مربوطة إلى مضخات تستنزف المياه الجوفية ومياه العيون الطبيعية والوديان والبحيرات، وآلاف الأسماك من مختلف الأنواع نافقة. وحسب ما أكدته مصادر حقوقية فإن مندوبيات المياه والغابات في الإقليمين توصلتا مرارا برسائل تحذير من استنزاف الثروة الغابوية، وضمنها المياه والأسماك، غير أن تحركاتها تأتي بشكل محتشم، نتيجة الانتشار الكبير لحقول الكيف، وسيطرة كبار المزارعين وتجار المخدرات على منابع المياه. وتفاعلت الفعاليات الجمعوية مع الصور، التي أكدت أنها التقطت من واد جفت مياهه بجماعة بريكشة بوزان، بفعل ربطه بمضخات يجلبها أصحابها من إسبانيا، وتعمل بمحركات قوية يمكنها امتصاص كميات كبيرة من المياه، ما ينعكس على البيئة في المنطقة ويتسبب في إفساد النبات ونفوق الحيوان على حد سواء، بل إن دواوير بالإقليمين تعاني العطش، ضمنها دواوير تابعة إلى جماعة بريكشة، مسرح الجريمة البيئية.
من جهته أفاد مراد الصعفدي، المدير الإقليمي للمندوبية السامية للمياه والغابات بوزان، في اتصال هاتفي أجرته معه “الصباح “، أن تحقيقا جاريا في الموضوع، وأن أعوان المندوبية بالمنطقة لم يهتدوا إلى المنطقة الظاهرة في الصورة، مستبعدا أن تكون التقطت لمكان تابع لمديريته، خاصة أن الجماعة التي يتحدث عنها ناقلو الصورة تقع بين وزان والعرائش.
ولم ينف المسؤول الجهوي وجود استنزاف للمياه الجوفية بالمنطقة من قبل مزارعي الكيف، وإن ألح على أن هذه الزراعة “تراجعت بالمنطقة بشكل كبير “، غير أنه أشار إلى أن مسؤولية مراقبة استغلال المياه في المنطقة من قبل مزارعين تؤول إلى وكالة الحوض المائي، التي يخول لها القانون صلاحية منح تراخيص لاستغلال المياه الجوفية من قبل أي جهة، وهي المسؤولة عن مراقبة أي عملية استغلال لها بدون ترخيص.
من جانبها ألحت مصادر مطلعة من إقليمشفشاون على أنه لا يمكن لأي جهة أن تذر الغبار على حقيقة استنزاف المياه بمختلف غابات ومناطق الإقليم، وهو ما يؤدي حتما إلى نفوق الحيوانات والنباتات النادرة في الإقليم، وعطش في مجموعة من الدواوير، إضافة إلى التجارة في هذه المياه من قبل أباطرة الكيف والمخدرات، غير أنها نفت علمها بالمنطقة التي تظهر في الصور، “ما نحن متأكدون منه هو أن الاستنزاف حقيقة، لكن لا تعيش في إقليمشفشاون هذه الأنواع من الأسماك، ووحدها التحقيقات ستبين حقيقة آلاف الأسماك النافقة ” تسجل المصادر ذاتها.