رفعت المصالح الأمنية بسبتةالمحتلة، خلال الأسبوع الجاري، درجة التأهب الأمني، بعد تعدد الأحداث والتقارير الاستخباراتية التي تشير إلى أن المدينة أصبحت نقطة سوداء لعصابات مسلحة وخلايا نائمة لتنظيم «داعش» الإرهابي. ونقل مغاربة يستقرون بسبتةالمحتلة تفاصيل آخر الأحداث المثيرة، بعد مواجهات بين عصابة مسلحة وفرقة أمنية خاصة، وانتهت إلى إصابة ضباط أمن بجروح متفاوتة الخطورة، وإيقاف 23 من أفراد العصابة التي وصفتها بالخطيرة، مشيرين، في الوقت نفسه، إلى أن حدة المواجهات دفعت الأمن الإسباني إلى إعلان حالة استنفار قصوى بالمدينة.
وروت المصادر نفسها بداية الحادث حين توجه مغربي يستقر بأحد الأحياء الشعبية إلى مخفر للشرطة من أجل التبليغ عن تعرضه إلى إطلاق نار من قبل أحد أفراد العصابة، موضحا أن التهديدات بقتله تزايدت، في الآونة الأخيرة، كلما كان متجها لأداء الصلاة، لأسباب يجهلها، وفي آخرها أطلق عليه المتهم عيارات نارية من مسدسه الخاص، لكنها لم تصبه لحسن الحظ.
وأمام خطورة تصريحات المغربي اجتمعت المصالح الأمنية بالمدينة، وكلفت أشهر فرقة أمنية بالمدينة من أجل إلقاء القبض على المتهم، وهي فرقة مختصة في العصابات المسلحة والمتفجرات، وسبق لها أن شاركت في تفكيك عدة خلايا إرهابية أخطرها خلية في قلب إسبانيا في عملية أمنية أطلق عليها اسم «ابن آوى».
وقال أحد المتحدثين إن الفرقة الأمنية الملثمة توجهت أولا إلى حي «الأمير ألفونسو»، وهو حي شعبي يقطنه أغلب المغاربة، ويشهد اكتظاظا كبيرا، خلال رمضان، إذ سارع رجال الأمن إلى تطويق المنطقة، والتوجه مشيا إلى المجمع السكني الذي يشتبه في وجود المتهم وأفراد العصابة به، نظرا لاستحالة دخول السيارات والمركبات الأمنية، وهو ما أثار هلعا في المنطقة. وأبدى أفراد العصابة مقاومة كبيرة، رافضين تسليم المتهم، قبل أن يعمدوا إلى رشق العناصر الأمنية بالحجارة لتنطلق عمليات المطاردات بالأزقة الضيقة، نجح خلالها المتهم الرئيس في الفرار، في حين أوقف 23 شخصا من بينهم امرأة. وأوضحت المصادر نفسها أن انتشار الأسلحة بالمدينة أصبح مصدر خوف للأجهزة الأمنية التي تتوجس من وصولها إلى أيدي خلايا إرهابية نائمة، مما دفعها، في الآونة الأخيرة، إلى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة لمراقبة انتشار الأسلحة النارية، والسيطرة على المساجد والمهاجرين لمنع أي هجمات إرهابية، ناهيك عن حملة اعتقالات قادت إلى إيقاف 83 شخصا يشتبه في انتمائهم ل»داعش». وذكرت المصادر ذاتها أن بعض العصابات المسلحة لا تخفي تعاونها مع إرهابيين يصنفون ضمن «الذئاب المنفردة»، إذ كشفت كل التقارير أن عددا منهم عادوا إلى سبتةالمحتلة، بعد رحلة قادتهم إلى سوريا والعراق، وتلقيهم دروسا في تقنيات الحرب واستعمال الأسلحة، مما يرفع احتمال تنفيذهم عمليات إرهابية بالمدينةالمحتلة، مشيرة إلى أن الاستخبارات المحلية رصدت 300 شخص غادروا إسبانيا وانضموا إلى داعش، قبل عودة عدد كبير منهم، خاصة من النساء.