استنكر عدد من المواطنين مشهد "الردمة" المُتواجد بمدخل باب المقابر بمدينة تطوان. وعبر مُواطنون في حديثهم لبريس تطوان، عن مدى استيائهم وسخطهم إزاء هذا السلوك "المُشين" والذي لا يحترم حرمة المقابر والأموات المدفونين بداخلها. واعتبر هؤلاء أن الإلقاء بالردمة في مدخل الباب التاريخي والذي يطل على المقبرة الإسلامية بالمدينة، من طرف المقاولة المُفوض لها إصلاح المساجد الكائنة بالجوار، هو تصرف لا أخلاقي يسيء إلى عراقة المكان ويُشوه جماليته، كما يمس قدسيته وحرمته. في نفس السياق، أعرب المُتحدثون عن "عارم" غضبهم تجاه الحالة "المُتردية" التي تتواجد عليها الباب، "المتآكلة" و الآيلة للسقوط، مُتسائلين عن أوراش الترميم التي تخص البنايات القديمة والتاريخية للمدينة والتي تعالت بها الأصوات في الآونة الأخيرة. وناشد المُواطنون المُتحدثون لبريس تطوان، الجهات المسؤولة، مُطالبين إياها بضرورة التدخل العاجل والآني للوقوف على الوضع "المزري"، وكذا إنقاذ المكان التاريخي من الفوضى والخراب الذي بات يختنق تحته. تجدر الإشارة إلى أن باب المقابر، حسب المؤرخ محمد بن عزوز حكيم، "أنشئت في المرحلة السادسة من التوسع الذي عرفته المدينة العتيقة، أي في منتصف القرن السادس عشر الميلادي"، حيث أن تأسيسها ارتبط بالتوسع الذي عرفته تطاون نحو ناحية الشمال. وسميت بباب المقابر، "كونها الباب التي كان أهل تطوان يخرجون منها في تشييع جنائزهم ودفنها، وما تزال مقابر هذه المدينة تأوي رفات علماء، وحكماء، وأولياء وعظماء، ومشاهير، عرفتهم المدينة منذ إعادة تأسيسها على يد سيدي المنظري"، وفق ما أورده في كتابه "نزهة الإخوان في أخبار تطوان" الذي قام بتقديمه وتحقيقه يوسف احنانة.