شهدت أسعار الدواجن بمدينة تطوان، على غرار أغلب المدن المغربية، ارتفاعا "مُهولا"، إذ تجاوز ثمنه 20 درهما للكيلوغرام الواحد في محلات التقسيط، في الوقت الذي كان لا يتجاوز سعره 12 درهما. وأعرب عدد من المواطنين عن سخطهم "العارم" تجاه الارتفاع "الصاروخي" الذي سجلته أسعار الدواجن، خصوصا وأن اللحوم البيضاء تعرف إقبالا كبيرا من طرف المواطن "البسيط" و ذو الدخل المتوسط، مما أثار استغرابهم ودفعهم للخروج عن صمتهم. واعتبر هؤلاء المواطنون، في حديثهم لبريس تطوان، أن الوضعية المادية والاقتصادية للأسر خلال الظرفية الاستثنائية الراهنة، لا تستحمل زيادات جديدة ولا ارتفاعات في الأسعار، اعتبارا للأزمة الخانقة التي يعيشها الجميع. في نفس السياق، أفاد مهنيون أن السبب في ارتفاع الأسعار يعود لتداعيات الجائحة على القطاع، إذ أن الفلاح الصغير لم يعد بإمكانه مواكبة غلاء الأعلاف تلك التي ساهمت في رفع كلفة الانتاج. وأضاف المهنيون المُتحدثون لبريس تطوان، أن الوضعية المذكورة أسفرت عن تراجع "ملحوظ" في الانتاج مما جعل الطلب على اللحوم البيضاء يفوق العرض بكثير. وشدد المهنيون، على أنه في ظل العجز الذي تشهده الوحدات المُشتغلة في تربية الدواجن، وجد المواطن نفسه وجها لوجه أمام كبار المنتجين، والذين استفردوا بالسوق، وساهموا في رفع الأسعار، وذلك في خضم الخصاص الحاصل على مستوى المنتوج الفلاحي. وفي اتصال هاتفي مع، أحمد شكور، رئيس الجمعية المغربية لحماية المُستهلك بتطوان، قال: "إن غياب الرقابة بالأسواق جعلت المهنيين يخرجون عن الإطار القانوني ويرفعون الأسعار"، مُؤكدا عزم الجمعية على التحرك في هذا الصدد ابتداء من يوم غد الجمعة. وأردف شكور قائلا: "حاليا، لا يُمكنني الإدلاء بأي رأي حول ما يجري، سنقوم غدا ببحث في القضية للوقوف على الأسباب المؤدية لهذا الارتفاع، وكذا الدوافع التي جعلت من أثمان الدواجن تتأرجح بهذا الشكل.. إذ ترتفع وتنخفض بشكل مهول وقياسي وغير مفهوم". ووعد شكور، خلال تصريحه لبريس تطوان، بضرورة التدخل في القضية والكشف عن ملابساتها، ثم الخروج بنتيجة تخدم المواطن. في ذات الصدد، أصدرت الجمعية الوطنية لمنتجي لحوم الدواجن، بلاغا توضيحيا حول القضية، إذ عزت هذا الارتفاع إلى التراجع الكبير في مستوى العرض مقارنة بالطلب بسبب تقلص الإنتاج الناجم عن التوقف الاضطراري للعديد من المربين بعد الخسائر "الفادحة" و"الرهيبة" التي تكبدوها طوال الأشهر الستة الماضية، والناتجة عن حالة الطوارئ الصحية كوفيد 19، التي فاقمت أزمة القطاع وهددته بالانهيار. وقالت الجمعية ذاتها خلال نص البلاغ الذي تتوفر بريس تطوان على نسخة منه "إذا كان هذا الارتفاع مفاجئا للمستهلك والرأي العام، فقد سبق للجمعية الوطنية لمنتجي لحوم الدواجن أن عبرت غير ما مرة عن تخوفها من تداعيات استمرار استنزاف مالية المربيين طوال الشهور الماضية وتداعياته على قدرتهم في الاستمرار في الإنتاج، مع ما سيتبع ذلك من ارتفاع في الأسعار؛ وبالفعل، فمنذ أواسط شهر يوليوز الماضي، لوحظ توقف عدد كبير من المربيين عن نشاطهم الإنتاجي بعزوفهم عن اقتناء الكتكوت الذي عرف بسبب ذلك انهيارا كبيرا في أثمنته وصلت إلى مستوى صفر درهم خلال أسابيع عديدة". واعتبرت الجمعية وفق ذات البلاغ، أن "الارتفاع الحالي ليس نهاية أزمة القطاع، إذ لا تعدو أن تكون انفراجا مؤقتا لن يعوض بتاتا الخسائر الكبيرة المسجلة منذ بداية الأزمة التي من المحتمل جدا أن تعود لتُطبق من جديد على أنفاس المربيين بعد أقل من شهرين؛ وبالفعل، فقد سُجل في الآونة الأخيرة اقبالا متزايدا وفوضويا على اقتناء كتاكيت اليوم الواحد من طرف بعض المربين، الشيء الذي يؤشر على عودة الإنتاج إلى مستوياته المرتفعة جدا، مما سيدفع بالأسعار إلى الانهيار من جديد، خصوصا إذا استمر الوضع على ما هو عليه من تمديد لحالة الطوارئ الصحية". ودعت الجمعية في هذه الظرفية الحساسة والصعبة الجميع إلى التحلي بروح المسؤولية والقطع مع ثقافة المضاربة، لما فيه صالح الجميع من مربين ومزوديهم ومستهلكين.