تستضيف مدينة شفشاون يومي7 و8 أبريل المقبل فعاليات المهرجان الوطني للشعر المغربي الحديث في دورته الثانية والثلاثين. و ذكر بلاغ لجمعية أصدقاء المعتمد، المنظمة لهذه التظاهرة بدعم من وزارة الثقافة، وشراكة مع عمالة إقليمشفشاون، والمجلس الإقليمي، والجماعة الحضرية، ومجلس جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، والمركز الثقافي بشفشاون أن المهرجان الذي يعد من أكبر التظاهرات التي تحتفي بالشعر في روح فضاءاتها الأندلسية، وستستقطب هذه الدورة شعراء ونقاد بارزين، كما هو حال الدورات السابقة.
وأشار المصدر ذاته إلى أن شفشاون من خلال موعد مهرجانها الشعري لقبت بعاصمة الشعراء، وبذلك ظلت جمعية أصدقاء المعتمد على مدى يزيد عن خمسة عقود تعترف بالشعر والفكر وتجمعُ أهلهُ وتكرمُ أصفياءه، لأنها تؤمنُ بثقافة الاعتراف، وبأن سمعة المدينة وتاريخَهَا وأرشيفَهَا الحضَاري يَصنعه مجدها الأدبي.
وتحتضن حدائق فضاءات القصبة الأثرية ومختلف الفضاءات التاريخية والطبيعية لمدينة شفشاون الموسومة بمعمارها الأندلسي الأصيل أمسيات هذه الدورة من المهرجان، الذي أضحى موعدا سنويا بعاصمة الشعر شفشاون، للاحتفاء بالشعر المغربي والشعراء واستقصاء الجديد في الكتابات الأدبية والنقدية.
ويسعى مهرجان شفشاون الذي حافظ على انتظام دوراته، وتراكم تجاربه أن يحتفي في الدورة 32 بتجربة الشاعر الرائد عبد الرفيع جواهري، ومن تم ستحمل هذه الدور اسمه، وسيتم في هذا الإطار إقامة احتفالية خاصة بهذا الشاعر من خلال التعريف بإبداعاته عبر شهادات وقراءات نقدية وبحضور عدد من النقاد والمتخصصين، والشعراء الذين واكبوا تجربته في مختلف مراحلها المتعددة والمتجددة. كما سيتم تنظيم عروض فنية ومعرض للديوان الشعري المغربي إلى جانب رواق الشاعر المحتفى به.
وتجدر الإشارة أن جمعية أصدقاء المعتمد وفاء منها للشعر ولانتظام مهرجانها في موعده السنوي الذي يعد من أعرق وأقدم المهرجانات بالمغرب تشرع في التحضير والإعداد لهذه التظاهرة الكبرى في وقت مبكر أي بعد اختتام كل دورة ليعلن عن محور الدورة المقبلة.
ويأتي اختيار الشاعر الكبير عبد الرفيع جواهري الذي يحمل اسمه هذه الدورة وفاءً واعترافا من أصدقاء المعتمد بشفشاون بالدور الريادي للرموز الأدبية والشعرية بالمغرب في الرقي بالإبداع.
و يعد الشاعر عبد الرفيع جواهري صاحب قصيدة "القمر الأحمر" وأشهر القصائد الفصيحة المغناة في تاريخ الموسيقى المغربية العصرية، أحد بناة صرح الحداثة الشعرية المغربية، وواحد من أفراد ذلك الرعيل المستنير الطموح الذي حمل في ستينيات القرن الماضي على عاتقه عبء انتشال التعبير الشعري المغربي الحديث من بين فَكَّيْ المؤسسة الشعرية التقليدية. واعتبرت جمعية أصدقاء المعتمد أن تنظيم هذه الدورة يأتي في ظرف إنساني خاص يتمثل في غياب أحد أعمدتها ورموزها ورؤسائها السابقين الأستاذ عبد الحميد يدر الذي اختطفه الموت وهو في قمة عنفوانه، غياب لم تتعود عليه الجمعية بفعل دينامية الفقيد وعطائه الكبير.
و أكدت الجمعية استحضارها لرمزيته لتجعل أشغال هذه الدورة مهداة إلى روحه التي سترفرف على فضاءات الشعر الخالدة في مدينة الشعر شفشاون.