الآلاف من الأسر تعيش هذه الأيام ضغطا رهيبا بسبب اجتياز أبنائهم لامتحانات البكالوريا في الأسبوع المقبل… وصراحة لا أدري لماذا تحولت مرحلة البكالوريا إلى مرادف للضغط النفسي والعيش على الأعصاب، مع أنه من المفترض أن يكون مجرد امتحان عادي وسط امتحانات أخرى نجتازها كل يوم في هذه الحياة … وليس من السليم أن يحس التلاميذ، أو أن يصور لهم آباؤهم الانطباع بأن مرحلة البكالوريا هي المحدد الوحيد في مسارهم في الحياة، لأن ذلك غير صحيح .. وجميعنا نعرف الكثير من الناس الذين حصلوا على معدلات جيدة جدا في امتحانات البكالوريا وفشلوا بعد ذلك في مساراتهم، وكلنا نعرف الكثير من الناس الذين اجتازوا الباكالوريا بمعدلات متوسطة أو لا بأس بها ونجحوا بعد ذلك في مساراتهم … المهم في المسار الدراسي يجب أن يكون هو أن يتعلم أبناؤنا مهارات تساعدهم على تحديد مساراتهم، ومعارف تفتح عقولهم، ويتربوا على منظومة قيم تساعدهم على التعايش مع محيطهم وإيجاد مكانهم وسطه … وهذه رسالتي لجميع التلاميذ المقبلين على امتحانات البكالوريا : ابذل كل ما بوسعك وتعامل مع البكالوريا كأي امتحان آخر اجتزته أو ستجتازه في حياتك .. وتوقع يقينا أن مسار حياتك أنتَِ من ستحدده برغبتك في التعلم والتقدم والنجاح، وليس معدل البكالوريا هو من سيحدد قيمتك ومسارك.. و ليس بالضرورة أن تكون طبيبا أو مهندسا أو "بيلوط" لترضي والديك ومحيطك، فاختياراتك ستتحمل تكلفتها لوحدك .. المهم هو أن تكون راض عن نفسك وتعيش سعيدا متصالحا مع ذاتك !