ان مرحلة التعليم الثانوي التأهيلي تعتبر من اهم المراحل الدراسية في حياة التلميذ لأنها تهدف الى تنويع مجالات التعليم والتعلم وتسمح في نهايتها الى فتح سبل جديدة للاندماج في الحياة المهنية والاجتماعية او متابعة الدراسة العليا في مختلف المدارس والمعاهد والكليات بمخلف انواعها وتكويناتها او بمراكز التكوين المهني بمختلف تخصصاتها. تستغرق الدراسة بالتعليم الثانوي التأهيلي ثلاث سنوات ، جذع مشترك وسلك الباكالوريا الذي يشمل سنتين ( السنة الاولى والسنة الثانية بكالوريا ) تجرى في نهاية السنة الاولى امتحانات جهوية موحدة في كل الشعب ( 8 شعب بالإضافة الى البكالوريا الدولية – مسلك اللغة الفرنسية – ) المكونة لها وتجرى كذلك الامتحانات الوطنية للباكلوريا في نهاية السنة الثانية في مختلف مسالكها ( 14 مسلكا ). فإلى اي حد يعطي التلميذ اهمية للتحضير للامتحان الجهوي الموحد ، خصوصا ، في نهاية السنة الاولى بكالوريا؟ قبل الاجابة على هذا السؤال ، يعتبر ضروريا التفصيل في مختلف مكونات معدل النجاح بالباكالوريا والتي هي على الشكل الاتي : 1-امتحان موحد على الصعيد الجهوي ينظم في نهاية السنة الاولى من سلك البكالوريا ويشمل بعض مواد مقرر السنة ويحتسب بنسبة 25 في المائة، 2-امتحان موحد على الصعيد الوطني ينظم في نهاية السنة الثانية من سلك البكالوريا ويشمل بعض المواد من مقررات السنة ويحتسب بنسبة 50 في المائة، 3-مراقبة مستمرة تخص مواد السنة الثانية من سلك البكالوريا خلال السنة الدراسية وتحتسب بنسبة 25 في المائة. وكما يعلم التلاميذ ، فان النجاح من السنة الاولى الى السنة الثانية يكون اعتمادا على نقط المراقبة المستمرة لهذه السنة مع ضرورة اجتياز الامتحان الجهوي الموحد والذي يحتسب في معدل الباكلوريا وليس له اي تأثير على النجاح الى السنة الثانية كيفما كانت نقطه ومعدله. ان الدراسات التي تمت في هذا الشأن بينت الاثر السلبي للنقط والمعدلات المحصل عليها من قبل بعض التلاميذ في هذا المستوى والمقبلين على اجتياز الامتحان الوطني للباكالوريا. فهذه الوضعية التي يكون عليها بعض المترشحين تجعلهم امام خيارين: 1-اما قبولهم النجاح الى السنة الثانية بكالوريا بهذه النقط السلبية والمعدلات المتدنية في الامتحان الجهوي، 2-او تكرار السنة الاولى وذلك رغبة في الحصول على معدل افضل ، مما يعني ضياع سنة دراسية في مسار التلميذ المترشح نتيجة اهماله للتحضير لهذا الامتحان. بهذا الخصوص ، اصدرت الوزارة مذكرة لتنظيم استشارة الاسر بخصوص الانتقال الى السنة الثانية من سلك البكالوريا والتي تهم السماح بتكرار التلميذ ، وذلك بسبب حصوله على معدل في الامتحان الجهوي الموحد يقل عن 08 من 20. امام هذه الاشكالية ، يمكن طرح بعض الاسئلة : *الا يمكن اعتبار فصل الامتحان الجهوي الموحد عن معدل المراقبة المستمرة يعتبر سببا في تراخي بعض التلاميذ واهمال التحضير للامتحان؟ *الا يمكن اعتبار طلب السماح بالتكرار سببا في ذلك؟ *الا يمكن اعادة النظر في مكونات امتحان البكالوريا ونسبها في النجاح لجعلها تقضي على هذه الاشكالية؟ امام كل هذا ،فقد تم اصدار مراسلة في الموضوع حول التحسيس بأهمية نقط الامتحان الجهوي الموحد في تامين المعدلات النهائية لنيل شهادة البكالوريا والتي من خلالها تطلب بعقد لقاءات تواصلية مع المترشحين للامتحان الجهوي الموحد للسنة الدراسية الحالية من اجل تحسيسهم بأهمية هذا الامتحان الجهوي والتعامل بجدية مع مواده للحصول على نقط مشرفة ومعدلات جيدة. ان مثل هذه اللقاءات تتطلب تدخل ومشاركة كل الفاعلين التربويين في مختلف تخصصاتهم لإبراز اهمية هذا الاستحقاق واثر نتائجه السلبية على الحصول على شهادة البكالوريا – في حالة عدم التحضير الجيد له – والتي يمكن اعتبارها مفتاحا لمتابعة الدراسات العليا بمختلف تكويناتها. كل هذا يتطلب تحسيس وتحفيز المترشحين وتوفير كافة الظروف لهم لكي يجتازوا هذا الامتحان بتفوق. الامتحان الجهوي الموحد للباكالوريا بين الاهمال والتحضير بقلم محمد بكنزيز محمد بكنزيز اطار في التوجيه التربوي