لم يتمكن العالم من التوصل إلى لقاح كوفيد 19، وتم الإقتصار على بعض طرق العلاج من هذا الوباء الفتاك وبعض طرق الوقاية لتجنبه. وبعد مرور أكثر من شهرين على فرض حالة الطوارىء الإستثنائية الصحية، وبعد تجنيب المغرب أسوأ السيناريوهات، بفضل الإجراءات الجيدة والحكيمة والناجعة والفعالة التي اتخذتها المملكة المغربية بقيادة أمير المؤمنين الملك محمد السادس نصره الله وأيده، استطاع إقليمشفشاون الحفاظ على صفر حالة ولم يكن ذلك عبثا ولم يكن ذلك سهوا لأن كما يقول الفرنسيين: “يمكن أن يكون العبث ولكن ليس دائما”، وهنا لابد أن أسجل بكل افتخار واعتزاز الجدية التي تحلى بها عامل صاحب الجلالة على إقليمشفشاون والمجهودات النبيلة والجبارة التي أبان عنها رغم كل الاكراهات ورغم كل العراقيل، إلا أنه استطاع إلى جانب السلطات المحلية والأمن الوطني والدرك الملكي والوقاية المدنية والقوات المساعدة والأطباء والممرضين والأساتذة وسائقي سيارات الاسعاف والعمال وبعض المتطوعين من المجتمع المدني والمنتخبين والمصالح اللاممركزة وكل الغيورين على الإقليم…، وكذلك كل الساكنة، أن يفرض إيقاع الحجر الصحي وأن ينزل الميدان وأن ينفذ كل التعليمات وكل التوجيهات، سواء كانت ملكية أو حكومية، وهذا أمر يحسب له بل أصبح في هذه الأوقات مرجعا ونموذجا يحتذى به في بعض الاقاليم التي تعرف تزايد فيروس كورونا. إلا أنه اليوم إقليمشفشاون تخطى المرحلة الأولى ودخل مرحلة ذكاء الحجر الصحي، وبدأنا نسجل زيارات ميدانية، اجتماعات مع المهنيين وبعض الحرفيين والتجار وأصحاب سيارات الأجرة… بعد تضرر القطاعات الحيوية السوسيواقتصادية، وأصبحنا في هذا الوقت ملزمين ومضطرين للاجابة على مجموعة من الاسئلة سواء كأحزاب سياسية، كقطاع خاص، كفرقاء اجتماعيين، فرقاء نقابيين، مهنيين، تجار… فهل يمكن الاستمرار في الحجر الصحي بالطريقة التي كانت؟ كيف يمكن الترخيص لبعض الأنشطة السوسيواقتصادية بمزاولة مهامها والمحافظة على صفر كورونا ؟ كيف يمكن الانتقال إلى مرحلة ذكاء الحجر الصحي التي نهجته مدنا أوروبية بموازاة استئنافها بعض أنشطتها الاقتصادية حتى لايصيبها الشلل التام؟ أعتقد جازما أنه بات من اللازم والضروري الاستمرار في تحصين الاقليم كله وإجبارية وضع الكمامات خلال تحركاتنا اليومية سواء في العمل أو قضاء أغراضنا، وتنفيذ توجيهات السلطات المختصة كلها. كما أعتقد جازما أن الواقع المعاش أصبح يفرض بعض الترخيص التدريجي لبعض المهن وبعض الانشطة التجارية شريطة توفير الظروف الوقائية المناسبة والمعمول بها، ومراقبة الحرارة للعمال في الصباح والمساء، وكذلك توفير التحليلات لكل الحالات المشكوك فيها، دون أن ننسى الانخراط المسؤول للمواطنين في تغيير السلوكيات وأخذ الحيطة والحذر كالنظافة وعدم التجمع ووضع الكمامة والمساعدة على نشر التوعية والتحسيس بمخاطر الفيروس والتواصل الايجابي مع الساكنة عبر الوسائط الرقمية سواء كانت رسمية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حتى نستطيع جميعا الحفاظ على صفر حالة ونتمكن من التغلب على هذا الوباء الفتاك، بإجراءات فعالة متفق عليها بحس وطني تضامني اجتماعي يراعي الحفاظ على صحة وسلامة ساكنة الاقليم ويظل إقليمشفشاون نموذجا وطنيا يقتدى به وبكل مسؤوليه. عبد العالي الجوط رئيس مجموعة الجماعات الترابية تزران وباحث في تدبير الشان العام المحلي