خلال زيارته الأخيرة للرباط ، أثنى وزير الداخلية الإسباني "خوان اغناسيو زويدو" على عمل الأجهزة الأمنية المغربية وتعاونها الوثيق مع نظيرتها الإسبانية، إلى درجة كونه وصف الثقة المتبادلة بين الجانبين بالتجربة "الغير مسبوقة" والمنقطعة النظير على الصعيد العالمي. لكن قبل أن يجف مداد تصريحات المجاملة هاته والتي تلقتها العديد من وسائل الاسبانية "بكثير من التحفظ"، حتى نزل خبر اقتحام جيش من المهاجرين السياج الحدودي لمدينة سبتة نهاية الأسبوع المنصرم، كالصاعقة على المسؤولين الاسبان، خاصة كاتب الدولة في الأمن الذي تعهد باتخاذ "اجراءات جذرية" على مستوى الجدار العازل. وكان وزير الداخلية الإسباني قد أوضح لوسائل الإعلام خلال زيارته بحر هذا الأسبوع لنظيره المغربي محمد حصاد على أن عصابات الإتجار بالبشر تقوم دائما بتغيير خططها الإجرامية من أجل العبث بأمن المنطقة واستقرارها ،منوها بالجهود التي تبذلها مختلف التشكيلات الأمنية المغربية المرابطة على الحدود لوقف تدفقات الهجرة الغير الشرعية. السؤال المطروح هو كيف سيجيب محمد حصاد نظيره وزير داخلية اسبانيا حول هذا الخرق الكبير الذي سُجل "بسبتة" حيث الأمر لا يتعلق بنفر من عشرة مهاجرين أو أقل، بل بطابور تعداده ما يقارب 600 شخص استعملوا أدوات متطورة لتكسير أبواب السياج الحديدي، وشنوا اقتحامات بالقوة من مناطق مختلفة وفق خطة محكمة ،لتشتيت جهود عناصر الحرس المدني التي حاولت دون جدوى منعهم من العبور.