إن الانطلاق من الوضعية التنموية التي يعرفها المغرب بعد مرور هذه الجائحة، يعد أمرا ضروريا لتحديد السيناريوهات وأشكال التدخل المفترضة، ويبدو أن الأولوية التي يمكن التركيز عليها هي كيفية الرفع من قدرات الاقتصاد الوطني من خلال تحسين الولوج للاستثمار الوطني والدولي وبالتالي فالسؤال المطروح : ماهي الاستراتيجية التي تمكننا من جذب الإستثمارات وخلق دينامية تنموية تعيد رسم معالم المجال ؟ وماهي الاشكال التدبيرية المبتكرة لانفتاح الدولة على محيطها الداخلي ومختلف الفاعلين به ؟ أي في ظل التحول الحاصل ماهي الادوارالجديدة التي يمكن ان تقوم بها الجماعات الترابية في جلب الاستثمارات وتنشيط الدورة الاقتصادية والحركة الانتاجية وخلق الثروات ؟ فالتصور الجديد للدور المنوط بالجماعات الترابية يرتكز بالأساس على تنشيط الاقتصاد المحلي وإنعاش الدورة الاقتصادية بالجماعة مما يجعل منها الفاعل الأساسي على مستوى التراب المحلي في تهيئ المناخ الاقتصادي الملائم لاستقطاب الاستثمارات وبالتالي لابد من منظور لبناء المشاريع الترابية من القاعدة عوض القمة ويصبح بذلك منظور التنمية بمثابة سيرورة تتطور من الأسفل لأن تصور التراب كنظام معقد يستلزم البناء والتدبير من قبل الفاعلين وهذا يتطلب : 1-تفعيل الآليات القانونية 2-الشراكة والتعاون والتعاضد 3-تهيئة الهياكل الاقتصادية الترابية 4-تهيءة المناخ الاجتماعي 5-اقامة شبكة للمعلومات 6-اعتماد الية التسويق الترابي 7-اعتماد نظم المعلومات الجغرافية خلاصة القول لا بد أن تكون هناك ردود أفعال للفاعلين الترابيين وقدرتهم على تحليل المعلومات وأخذ القرارات الصائبة لأن فهم واستيعاب بنيات وديناميات المجالات كفيل بتدبير أمثل للمجال الترابي وبلورة المشاريع وتحقيق التوازن وخلق الثروة. إن القرن العشرين الذي نعيش فيه هو قرن المدن والتراب المحلي والاقاليم وقرن المقاولات والدول، لذا فإن التراب المحلي أصبح يشكل الحجر الزارية في حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وأن المقاربة الترابية تفرض نفسها لايجاد حلول أو اجوبة مندمجة. ومن هذا المنطلق فإنه بات من الضروري الإنخراط الفعلي في نظام مايسمى بالذكاء الترابي يعتمد منطقا جديدا واستراتيجيا في إدارة وتدبير المجال الترابي ويقوم على مسايرة مجمل التطورات العلمية والتكنولوجية والتي تؤطرها سياقات جديدة للمعرفة ومن ثم تنمية الرأسمال البشري والتثمين المنسق للموارد الخاصة بكل حيز ترابي وتعبئة الفاعلين المحليين والجهويين حول مشاريع متقايمة ومتفاوض حولها وذلك لضمان تنمية مندمجة ومستدامة وشاملة. عبد العالي الجوط رئيس مجموعة الجماعات الترابية تزران