كُنّا شِبه حَبيبين

كُنَّا نَرشِفُ القَهْوَةَ مِن نَفْسِ الفِنْجَان
كَُّنا نَقِيسُ مَسَافَاتِ البُعْدِ بَيْنَنَا..
وَلَوْلاَ عَدَدِ الأَضْلُع
لالْتَقَى القَلْبَان..
كُنْتُ أَهْمِسُ لَكَ أَجْمَلَ كَلاَم..
تَسْمَعُه حِيناً وَتَتَجَاهَلُهُ أَحْيَان
كَتَبْتُ لَكَ التَّمَرُّدَ وَالقَرَار
لَكِنَّكَ ابْتَعَدْتَ بِغُرُور وَعِنَاد
كُنْتُ لَكَ أشْتَاق
وَانْتَ مَنْ عَلَّمَنِي فَنَّ الاِشْتِيَاق
أَحْبَبْتُكَ أكْثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي..
وَاليَوْم..
لاَ اَجِدُ سِوَى دُمُوع العَيْن
وَكَلِمَاتٍ مُتَنَاثِرة فِي السَّمَاء..
لَمْ تَجِدْ مَرْفَأ أَوْ مَرْسَى
أَوْ قَلْباً تَحُطُّ فِيهِ عِبْئَ الآلاَم
اليَوْم..
وَمَا أَدْرَاكَ أَنْتَ بِهَذَا اليَوْم..؟؟ !
سَأُعَانِقُ الصَّمْت..
وَالصَّمْتُ عَلاَمَةُ الحِرْمَان.. !!
نَثَرْتُ طَرِيقِي بِالوَرْدِ وَمَاءِ العَيْن
وَكَسَرْتُ كُلَّ زُجَاجٍ عَكَسَ صُورَتَك
وَمَشِيتُ حَافِيَةَ القَدَمَيْن
لأَكْسِرَ زُجَاجَ أَحْدَاقِي
لِأَلاَّ أَرَى عَيْنَيْك
كُسِرْتُ وَكُسِرَ قَلْبِي
وَصِرْتُ بَصِيرَة لاَ تَلْمَحُ سِوَى
طَيْفِك
أَعْلَم...
وَالْعِلْمُ نُور
اَنَّنِي غَداً سَأَنْدَم
وَأَبْحَثُ عَن طَرِيقِ الرُّجُوع
لَكِنْ.. قُدِّرَ لِي أَنْ أُحِبَّك .. أَنْ أَتَعَذَّب
أنْ أَكْتُبَ لَكَ وَحْدَك
قُدِّرَ لِي ..
وَلَسْتُ عَلَى القَدَرِ
أَنَا أَتَمَرَّد
فَقَدْ كُنَّا شِبْهَ حَبِيبَيْن..
وَكُنْتُ أَنَا لِأَيَّامٍ فِيكَ أَتَغَزَّل
تَمَرَّدْتُ عَلَى شَرْقِيَتِي..
وَرَأَيْتُ قَلْبِي يُنْحَر
يُعْدَم
بِالأَمْس
كُنَّا شِبْهَ حَبِيبَيْن
وَاليَوْم..
مِنْ حُبِّكَ لِوَحْدِي
أَنَا أَتَأَلَّم
أَيْنَ أَنْتَ مِن أَنَا
مِنْ وَاقِعٍ الحُبُّ فِيهِ يُعْدَم
وَلُعْبَةُ القَدَرِ لاَ تَزَالُ مُسْتَمِرَّة
إِمَّا حَنْظَلٌ أَوْ عَاشِقٌ أَرْمَل..
بشرى بودريسة لبريس تطوان