إن العنصر الأندلسي من أهم العناصر البشرية التي شكلت النسيج البشري لمدينة شفشاون، ونظرا للنكبة التي تعرض لها الأندلسيون في وطنهم الأصلي، والتعاطف الكبير الذي حظوا به من طرف محتضنيهم من المغاربة وغيرهم فقد استفادوا من متابعة تاريخية واهتمام علمي واضح مقارنة بالعناصر الأخرى، وبالتالي فالمعلومات والأخبار حول هذا العنصر أثاره في مدينة شفشاون وفيرة نسبيا مقارنة بباقي العناصر. يرجع الوجود الأندلسي في مدينة شفشاون إلى عهد التأسيس، فالأمير مولاي علي بن راشد الذي سبق له أن أقام في الأندلس مدة وجاهد إلى جانب أمرائها صاحبته في عودته مجموعة من الأسر الأندلسية، وكونوا جزءا من جيشه، واستقروا معه في شفشاون بعد تأسيسها، غير أن هذه الفئة لم تكن ذات تأثير حضاري عظيم مقارنة بالفئات التي ستأتي لاحقا. لقد استقبلت مدينة شفشاون خمس هجرات أندلسية حسب المؤرخ بن عزوز حكيم: هجرة سنة 1483م واستقرت بحي الخرازين وريف الصبانين؛ وهجرة 1493م وأنشأت حي ريف الأندلس وضمن هذه الهجرة كان سيدي علي المنظري؛ وهجرة 1502م وأنشأت حي العنصر؛ وهجرة 1571م وجاءت إثر ثورة المورسكيين بالبشرات بغرناطة وأنشأ هؤلاء حي السوق؛ وهجرة 1609م 1610م وجاءت بعد قرارات الطرد التي أصدرها الملك الاسباني فليبي الثالث. منشورات الجمعية المغربية للثقافة الأندلسية العنوان “شفشاون قديسة الجبل“ للدكتور امحمد جبرون (طبعة ثانية 2017) بريس تطوان/يتبع…