دق مجموعة من الفاعلين الجمعويين بمدينة الفنيدق ناقوس الخطر تجاه الأزمة الاقتصادية “الخانقة” التي يعاني منها المواطنون بالمدينة. وحذر المعلقون، من خلال مجموعة من التدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، من استمرار الوضع “المزري” الذي تعيشه المدينة جراء استمرار إغلاق معبر باب سبتة، الذي يعتبر مصدر رزق أساسي للعديد من الساكنة التي تمتهن التهريب المعيشي، إضافة إلى اختناق وضعية البناء والتعمير التي تشكل أيضا مصدر رزق أساسي يحرك عجلة المنظومة السوسيواقتصادية بالمنطقة. ولتجاوز هذه “المعضلة” قدم المعلقون حزمة تدابير استعجالية يمكن الاقتداء بها “لإخراج” ساكنة المنطقة من التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية التي تنهك كاهلهم، بحسب تعبيرهم. واقترح النشطاء ضرورة العمل على ربط مدينة الفنيدق بالطريق السيار وعبره إلى ميناء طنجة المتوسط لفك العزلة التي تعرفها المدينة عن باقي المحاور الاقتصادية الكبرى بالجهة، إضافة إلى خلق ممر سككي بين الفنيدق ومدن تطوان والنواحي نحو باقي المدن المغربية “لفك الحصار” عن المنطقة وجلب فرص الاستثمار الوطني نحو المدينة، علاوة على القيام بخلق ممرات جوية من مطار تطوان إلى بعض الوجهات الأوربية لجعل المنطقة في صلب الرهانات التنموية سياحيا واقتصاديا وفتح الباب أمام المستثمرين الأجانب الراغبين في الاستثمار. وحول الإمكانيات الهائلة التي يتوفر عليها الميناء المتوسطي، دعا النشطاء إلى ضرورة فتح أبواب الميناء أمام شباب المنطقة لإيجاد فرص عمل قارة بالنظر للعدد الكبير من حاملي الشهادات والديبلومات الجامعية المتواجدين بالمدينة، وهو الأمر الذي يستدعي، بحسب المعلقين، تدخلا مستعجلا من السلطات المحلية والإقليمية والمنتخبة لفسح المجال أمام شباب المدينة لولوج سوق العمل بأكبر ميناء بالقارة الإفريقية. في سياق متصل، دعا النشطاء إلى إيجاد الحلول البديلة لممتهني تجارة التهريب المعيشي عبر باب سبتة، من خلال إنعاش وضعية المقاولة المحلية الصغيرة والمتوسطة وخاصة المشتغلة في مجال الخدمات والصيد البحري والسياحة، علاوة على تشجيع الشباب على خلق المقاولة الذاتية المدرة للدخل لتجاوز أزمة البطالة المستفحلة في أوساط حاملي الشهادات الجامعية، كما طالبوا عامل عمالة المضيقالفنيدق بضخ دماء جديدة في مسار مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وجعلها في صدارة الأولويات والدفع بعجلة منح تمويلات لفائدة الشباب لخلق المشاريع الصغيرة. كما طالبوا عامل المضيقالفنيدق بالحل الأني لملف التعمير وفسح المجال أمام البناء القانوني وهو ما من شأنه أن ينعش العاملين في هذا القطاع وباقي المهن الصغيرة المرتبطة به، بحسب رأيهم. جدير بالذكر أن مدينة الفنيدق تعرف في الأسابيع الماضية وضعية اقتصادية صعبة جراء إغلاق معبر باب سبتة الذي يشكل واحدا من أكبر مصادر الدخل لساكنة المدينة من خلال تجارة التهريب المعيشي.