مر الآن 100 عام وسنة واحدة على انطلاق أول قطار بخاري يربط بين مدينة سبتةالمحتلة ومدينة تطوان، وقد استمر في أداء مهمة النقل بين المدينتين لمدة 40 سنة، قبل أن يتوقف في يونيو 1958، بحلول فجر الاستقلال، فأين انتهى مصير ذلك القطار؟ القطار البخاري الذي كان يمر عبر عدد من القرى والمناطق بين تطوانوسبتة، مثل الملاليين والمضيق والفنيدق، صادحا بأجراسه وصوت مروره على السكة، انتهى في محطة القطار القديمة لسبتة، حيث لازال هناك واقفا إلى اليوم . كان أول انطلاق له بين المدينتين في سنة 1918، وقد حضر تدشينه العديد من الشخصيات، على رأسهم مولاي المهدي الخليفة السلطاني بتطوان، وكان الهدف منه تسهيل التنقل بين إسبانيا والمغرب، عبر سبتةوتطوان، ونقل البضائع. وظل هذا القطار يقوم بهذه المهمة لمدة تصل إلى 40 سنة، حتى توقف نهائيا في يونيو 1958، بأمر من السلطات المغربية، التي كانت تنظر لهذا الخط السككي كأنه تطبيع مع المستعمر الإسباني الجاثم في سبتةالمحتلة. تحاول السلطات الاسبانية بسبتة منذ العام الماضي، عبر العديد من المهتمين بتاريخ هذا القطار، تخصيص ميزانية لترميمه لجعله بمثابة متحف على الأرض يُذكر بحقبة مهمة من تاريخ المدينة، التي كانت تمتلك قطارا وفقدته منذ سنوات طويلة. ومن مآثره الباقية في تطوان والنواحي، هو النفق الأرضي بمدخل مدينة المضيق الذي كان نفقا لمرور القطار، بالإضافة إلى أن حي السكة بالمضيق سمي على سكة هذا القطار، كما أن محطته بتطوان لازالت أبرز معالمه، وقد تحولت إلى متحف للفن الحديث حاليا.