تتواصل معاناة ساكنة تطوان والنواحي من الخصاص الكبير الذي تعرفه البنية الإستشفائية بالمنطقة، فالإرتفاع المضطرب في نسبة الساكنة لا يوازيه توسيع في العرض الصحي المخصص لهذه المدن، وتتضاعف هذه المعاناة عند استقبال فصل الصيف حيث يتوافد آلاف الزوار لقضاء عطلتهم الصيفية. وتنضاف الوضعية المزرية التي يعيشها مستشفى الأمراض العقلية والنفسية بتطوان إلى الوحدات الطبية التي تعرف مجموعة من المشاكل اليومية على مستوى التدبير. فهذا المركز المخصص لفئة اجتماعية تعيش ظروفا صحية هشة وخطيرة تحتاج لمتابعة يومية دقيقة من طرف أطباء متخصصين، حيث يعيش المستشفى في وضعية أقل ما يمكن أن توصف بها “بالمقلقة” بحسب العديد من المتتبعين لقضايا الشأن المحلي بمدينة تطوان. فهذا المركز لايتوفر لحدود كتابة هذه الأسطر على المدير، بعدما انتقل المدير السابق “مصطفى بعجي” إلى المركز الصحي الحضري سيدي طلحة بسبب الإكراهات التي كان يواجهها، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام على ممثلي وزارة الصحة بإقليم تطوان حول متابعة التسيير اليومي لهذه الوحدة الإستشفائية. علاوة على ذلك فمستشفى الرازي يعاني وبحدة من قلة الأطر الطبية والممرضين أمام الزيادة اليومية في عدد النزلاء على هذا المرفق الصحي والاجتماعي. مصدر من داخل المركز كشف “لبريس تطوان” أن معدل 75 نزيلا داخل هذا المركز الصحي يتكلف بمتابعتهم طبيب واحد، وهو ما يؤثر على جودة التدخلات والمتابعات التي يقوم بها لفائدة المرضى النفسانيين الذين يحتاجون لعناية خاصة، يضيف المصدر. وتؤثر هذه الوضعية على الممرضين المتواجدين بالمستشفى الذين تتضاعف عدد ساعات عملهم ويحرمون من أيام العطل والأعياد، ويؤثر كذلك بشكل سلبي على الخدمات التي يسهرون على تقديمها للنزلاء. ومما وجب التنبيه إليه أنه أثناء الزيارة الملكية لتطوان، يتضاعف عدد النزلاء داخل المستشفى حيث تقوم السلطات بالمدينة بجمع المشردين وإدخالهم المستشفى في غياب الإمكانيات والحاجيات الأساسية للمريض، ليصل العدد إلى 140 نزيلا. وتطالب العديد من أسر المرضى بهذا المركز الصحي من المسؤولين بإقليم تطوان بتحسين الخدمات المقدمة للنزلاء، كما تخاطب جمعيات المجتمع المدني بالمنطقة إلى برمجة أنشطة داخل هذا المركز للانفتاح على شريحة من المرضى الذين هم في أمس الحاجة إلى التواصل والإنفتاح على الحياة العامة، وعدم الإكتفاء بأنشطة مناسباتية في بعض أيام شهر رمضان أو الأعياد.