تعيين أحمد زيوزيو أمين المستفاد على ميناء واد مرتيل بقرار رئاسي من الصدارة العظمى منحت اسبانيا تسهيلات مهمة للمكترين لهذه الأراضي في توليتها للغير من الأقارب والأباعد شرط التنازل عن العقد الأول المبرم مع المكتري الأصلي، وإبرام عقد جديد مع الغير وبشروط كرائية تفضيلية أخرى ومن بينها الإلتزام بالبناء. ومن جهتها قامت الحكومة المخزنية ببناء عدة شقق لفائدة بلدية وادي مرتيل، كانت تقتنيها للإسبانيين الذين يشتغلون بالميناء أو في المصالح الإدارية وغيرها. من ذلك العقد المؤرخ في 20 أبريل سنة 1931 بين أمين المستفاد وخوسي ماركيس أرخونا على كراء ملك مخزني بوادي مرتيل بثمن قدره 360 بسيطة سنويا. وللمعلومة التاريخية فإن العالم الكبير والمهندس البارع الذي كان ضمن البعثة الحسنية إلى أوربا المرحوم الزبير السكيرج كان من هذه الفترة هو مدير الأملاك المخزنية بتطوان وهو الذي صادق على هذا العقد، وقد عين في سنة 1929. أما الأراضي التي وزعت على اليهود والمسيحيين فأغلبها من المساحات الكبرى في المنطقة الخاصة بالفيلات الفخمة كان عليه الحال في المناطق القريبة من شاطئ البحر. وحينما اتسعت رقعة المدينة نموا، وعمرانا، وتخطيطا، أخذت المرافق العامة تتجه نحو التجهيز من بناء الطرق، والمساحات الخضراء، وإحداث الحديقة الكبرى التي كانت تسمى ب “لاميدا” حيث عمادة جامعة عبد المالك السعدي الآن، وعلى مساحة عشر هكتارات تقريبا، كما تم ربط المدينة بالمواصلات الحديدية، والطرقية، التي كانت مشتغلة بكثرة وخصوصا في فصلي الربيع والصيف. وكان البناء على شاطئ البحر ممنوعا مطلقا إلا ما تعلق ببعض الأبنية المقامة بالخشب كالمقاهي، ومحلات الإستحمام، وتبديل الملابس، قبل أن تزول وتعوض بالبناء الحديث، كما الحال بالنسبة لمقهى سرقسطة التي مازالت شاهدة عصرها على تلك الفترة وأيضا حان “البلايا” الذي كان في البداية مبنيا بالخشب كذلك، وغيرها من الأماكن المعروفة. وفي 3 رجب عام 1339 الموافق ل 14 مارس 1921 عين السيد أحمد بن محمد زيوزيو أمين المستفاد عل ميناء وادي مرتيل بقرار رئاسي من الصدارة العظمى التي كان يتولاها في هذه الفترة محمد بن عزوز، وبإذن من الخليفة السلطاني الأمير المهدي بن إسماعيل بأجر سنوي قدره ثلاثة آلاف بسيطة، تقتطع من الباب العاشر، من الفصل الثاني، والبند الرابع من ميزانية المخزن. كما عين بتاريخ 12 يوليوز 1922 الإسباني السيد فرانسيسكو مورينو ربان التجديف للبواخر بميناء وادي مرتيل بأجر شهري قدره 2250 بسيطة سنويا. وفي سنة 1937 أحدث لأول مرة بوادي مرتيل مستوصف تابع للبلدية أقيم على بناية كانت مكتراة للإسباني المسمى خوسي انريكي أركس، وعوض بمبلغ ثلاثة آلاف بسيطة من أجل إفراغ المحل.
12 تمودة السنة العاشرة/العدد: 338 الاثنين من 31 أكتوبر إلى 6 نوفمبر 2011