حافظ المغرب التطواني على مكانته بالبطولة الإحترافية للقسم الأول بعد أن حقق فوزا مهما على مضيفه فريق الجيش الملكي بهدفين دون رد برسم الدورة 30. وكان المغرب التطواني يتنافس على تفادي النزول مع الكوكب المراكشي – بعد أن كان شباب الريف الحسيمي غادر قبل دورة واحدة القسم الأول- الذي اكتفى بالتعادل مع ضيفه بطل البطولة فريق الوداد البيضاوي ب 3-3، في وقت كان مطالبا بالانتصار وانتظار تعثر المغرب التطواني، لكن الفريق التطواني كان حريصا على عدم التفريط في المرتبة التي حصل عليها عقب الدورة 29، التي خولته الرتبة 14، وهو ما جعله يلعب بالرباط بمعنويات مرتفعة، ومدعوما بجمهوره الغفير، الذي انتقل بالآلاف إلى مركب الأمير مولاي عبد الله لمؤازرته. جمهور “الماط” كان له دور رئيسي في حفاظ فريق المغرب التطواني على مقعده بالقسم الأول، فلم يدخر أي جهد في الوقوف بجانب اللاعبين، وهذه ميزة قلما نراها عند كثير من الفرق الوطنية، وتثير إعجاب متتبعي البطولة الوطنية. إن مسار المغرب التطواني لهذا الموسم لم يكن هينا، واعترته عدة صعوبات، وتخبط في عدة مشاكل وإكراهات، حدت من طموحات الفريق، الذي عليه أن يأخذ الدروس والعبر مما حدث له هذا الموسم، وكاد أن يعصف به إلى القسم الثاني، وهو ما جعله يضمن مكانه بالقسم الأول، حيث كانت الإثارة والتشويق في ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط والملعب الكبير بمراكش. بكل تأكيد، سيكون المسؤولون عن “الماط”، واعون بجسامة تصحيح ما ينبغي تصحيحه تفاديا لتكرار سيناريو موسم 2018-2019، فكما يقال ليس في كل مرة “تسلم الجرة”. فلولا تظافر جهود المتدخلين في اللعبة، ما كان المغرب التطواني أن يضمن ورقة البقاء بالقسم الأول، ويكون حاضرا في موسم 2019-2020 بالقسم الأول، وقد وعد رئيس الفريق رضوان الغازي من أن طموحات “الماط” في الموسم القادم لن تقل عن احتلال إحدى المراتب الخمسة. المغرب التطواني لم يعد بفريق “المصعد” كما كان عليه قبل موسم 2005-2006، فخزانته أصبحت تتوفر على لقبين، وهذا مؤشر على أن “الماط” فريق يحسب له حسابه، وله تاريخ يمتد إلى عقود. إن محبي وأنصار المغرب التطواني، وما أبدعوه من مساندة غير مشروطة لممثل الكرة التطوانية في البطولة الاحترافية جدير بالاحترام والتقدير، ويعيد بنا إلى الأذهان عدة محطات ستبقى الذاكرة الرياضية التطوانية تتذكر على مر الأجيال حين حطمت الجماهير الرياضية الرقم القياسي بتنقلها إلى ملعب المركب الأمير مولاي عبد الله في 28 ماي 2012. كان ذلك اليوم يؤرخ لأول لقب من البطولة الاحترافية حصل عليها فريق “الماط” على حساب الفتح الرباطي. الكرة الآن في مرمى المسيرين بأن يعملوا على وضع برنامج طموح، برؤية صائبة على المدى القريب والمتوسط والبعيد، فما دام المغرب التطواني له جمهور استثنائي، فهو يستحق فريقا يليق بهذه الجماهير التي كانت بمثابة رقم واحد في عدة دورات من البطولة، خاصة في الدورات الأخيرة، التي توحدت جهودها من أجل بقاء “الماط” بالقسم الأول، وهذا من شأنه أن يروج للمدينة الشمالية ليس رياضيا فحسب، وإنما على عدة مستويات متعددة، منها الإقتصادي والسياحي.. باختصار بقاء المغرب التطواني بالقسم الأول مكسب للجميع، ساهمت فيه عدة أطراف، وهذا مفخرة لمدينة تطوان، التي صدق من قال إنها “تعشق الكرة وتتنفسها” بفضل قاعدة جماهيرها الواسعة، التي لا تتأخر في الاستجابة إلى دعم فريقها ، كلما اقتضت الظروف ذلك، وهذا يحسب لجمهور مدينة تطوان.