الرسالة الأولى من الأستاذ الطريس إلى الجنرال فرانكو ليوم 17 غشت 1953. .....وسكوت الخليفة السلطاني كان من الدوافع التي جعلت الأستاذ الطريس يوجه إلى رئيس الدولة الإسبانية الجنرال فرانكو رسالة لم نجد لها أثرا في ربائد "مؤسسة عبد الخالق الطريس" وكل ما نتوفر عليه نسخة منها أرسلها مدير إدارة المغرب والمستعمرات بمدريد إلى الإقامة العامة بتطاون وبتاريخ 26 غشت وقد بعثها المقيم العام إلى نائب الأمور الوطنية يوم 31 بواسطة بطاقة جاء فيها : " تطوان 31 غشت 1953 : " صديقي بينيطث : " أبعث إليك نسخة من الرسالة رقم 1819 بتاريخ 26 من الشهر الجاري لمديرية المغرب والمستعمرات مرفقة بنسخة من الرسالة التي وجهها عبد الخالق الطريس إلى فخامة الخنراليسمو. " ومن الملاحظ أن هذه الرسالة مؤرخة في 17 غشت أي أنها كتبت قبل الرسالة التي وجهها الطريس إلى سعادة المقيم العام يوم 20 غشت على إثر خلع السلطان". وقد أشار مدير إدارة المغرب والمستعمرات إلى رسالة الأستاذ الطريس المؤرخة في 17 غشت في الرسالة التي وجهها إلى نائب الأمور الوطنية يوم 24 غشت وقد جاء فيها : " مدريد في 24 غشت 1953 : " إلى صاحب الرفعة السيد طوماس غارييا فيكيراس نائب الأمور الوطنية بتطوان. " عزيزي السيد طوماس : " ... سلم لي هذه اللحظة الخنراليسيمو الرسالة التي وجهها له عبد الخالق الطريس والتي تكلمت معك في شأنها هاتفيا في الوقت الذي كنت اجهل فحواها. " وقد أمرني صاحب الفخامة بإرسال نسخة منها إلى الجنرال غارثييا فالينيو بعد أن تذاكر معه في شأنها هاتفيا، وأظن أن المذاكرة لم تسفر عن أي شيء لأن الرسالة المذكورة كتبت قبل خلع السلطان. " وعلى كل حال فأرجوك ألا تتأخر عن إخباري بما سوف يقول لك المقيم العام إذا كان الأمر يتعلق بشيء يجب أن أطلع عليه". وأما الرسالة التي وجهها الأستاذ الطريس إلى الجنرال فرانكو يوم 17 غشت فقد كانت محررة باللغة الإسبانية وفيما يلي ترجمتها : " عبد الخالق الطريس رئيس حزب الإصلاح الوطني . " إلى صاحب الفخامة السيد فرانثيسكو فرانكو باها موندي، رئيس الدولة الإسبانية وقائد جيوشها الأعلى بمدريد . " صاحب الفخامة : " باسم حزب الإصلاح الوطني الذي أترأسه والذي يمثل الإدارة الجامعية لكل المغاربة سكان منطقة الحماية الإسبانية، أتشرف بالتوجه إلى فخامتكم بصفتكم رئيس الدولة الإسبانية وفي هذه الظروف الحرجة التي عمد فيها الاستعمار الغاشم إلى وسائل العنف لنيل ما يبتغيه بعد أن فشل في محاولاته العديدة من أجل إرغام السلطان الشرعي جلالة الملك سيدي محمد بن يوسف على قبول مبدأ السيادة المزدوجة بالمنطقة المجاورة وضمها إلى الاتحاد الفرنسي، وذلك بنزع صفة الإمامة من أمير المؤمنين جلالة السلطان: " وما من شك في أن هذه هي الخطوة الأولى التي تقوم بها فرنسا وسوف تليها في القريب العاجل خطوات أخرى سوف يكون الهدف منها نزع جلالته من صفته كملك للمغرب. " وحيث أنه من المحتمل أن يتم ذلك من يوم لآخر، فلم أتردد لحظة واحدة في اللجوء إلى فخامتك لأبلغكم مباشرة ( بعد أن بلغتكم به بواسطة سعادة المقيم العام الجنرال كارثييا فالينو) قلق وتخوف سكان هذه المنطقة وعزم الإصلاح الوطني الأكيد والصارم أمام هذا الاعتداء الجديد ضد الشعب المغربي والعرش العلوي والوحدة المغربية في شخص السلطان الشرعي جلالة سيدي محمد بن يوسف . " ولنا اليقين من أن فخامتكم وحكومتكم المحترمة سوف لا تقبلون الأمر الواقع الذي تريد الحكومة الفرنسية أن تضعنا جميعا أمامه ضاربة عرض الحائط إرادة هذا الجزء من الشعب المغربي بهذه المنطقة المشمولة بحماية اسبانيا والذي هو مصمم العزم على أن يظل وفيا لجلالة السلطان الشرعي، كما أننا واثقون من أن فخامتكم وأنتم الذي كنتم دائما بجانب الشعب المغربي سوف تظلون وفيا للدماء التي أراقها الشعب المغربي في سبيل نصرة القضية الوطنية الاسبانية. " وتقبلوا يا صاحب الفخامة أصدق مشاعر مجلكم (الإمضاء ) عبد الخالق الطريس ( نسخة طبق الأصل : الإمضاء والطابع وبداخله : الإقامة العامة الإسبانية بالمغرب)". السؤال المطروح بخصوص هذه الرسالة هو : لماذا لم يعد الأستاذ الطريس يتعامل مع الخليفة السلطاني منذ أكثر من أربعة أشهر أي منذ أن وجه له مذكرة يوم 4 أبريل ؟ هل كان قد فقد أمله فيه؟ نطرح هذا السؤال لأننا نرى انه قبل أن يفقد أمله فيه أي عندما كانت الأزمة بين القصر الملكي والإقامة العامة الفرنسية على أشدها، كان الأستاذ الطريس قد وجه يوم 15 فبراير ثلاثة رسائل إلى كل من الجنرال فرانكو والمقيم العام الإسباني والخليفة السلطاني، في حين نجده في منتصف شهر غشت يكتفي بتوجيه رسالة واحدة إلى رئيس الدولة الإسبانية يوم 17، ومن الملاحظ أن الرسالة المذكورة ، قد كتبت ثلاثة أيام فقط قبل نفي جلالة الملك . بريس تطوان نقلا عن كتاب موقف شمال المغرب من الاعتداء على العرش غير مجرى التاريخ للمرحوم محمد ابن عزوز حكيم