مازالت قضية النصب على ضحايا مشروع عقاري تخيم على تطوان والضواحي، خاصة بعد عودة بعض أفراد الجالية المغربية بالخارج، من ضحايا المشروع ولقائهم بضحايا آخرين منهم مقيمون بتطوان وآخرون بمدن مختلفة أخرى. المصالح الأمنية تحاول البحث عن بعض تفاصيل الموضوع، وجمع مزيد من المعلومات لكشف طلاسيمه، خاصة بعد أن تمكن صاحب المشروع الرئيسي من الفرار خارج أرض الوطن. وارتباطا بذلك وبتنسيق مع النيابة العامة، استمعت الضابطة القضائية بتطوان شكليا لخمس موثقين ينتمون لهيئة تطوان، من بينهم بعض الأسماء المعروفة المتهمة ب"التواطؤ" مع صاحب المشروع الفار "محمد الكواز". وهو ما نفته التحقيقات التي أجرتها المصالح الأمنية، بحيث أكد مصدر جد مقرب أن التحقيق مع الموثقين الخمس، لا يجعلهم بأي شكل من الاشكال في خانة المتهمين، وأنه من باب استكمال البحث الجاري حاليا في هذا الموضوع. وأشارت بعض المصادر المقربة من الموضوع، أن الموثقين الخمس تقدموا لدى المصالح الأمنية بشكل طوعي، بعد استدعائهم بشكل رسمي وقدموا ما لديهم من معلومات، وما يمكن أن يساعد التحقيق في هاته القضية، خاصة وأن الموثقين المعنيين اشتغلوا في مشاريع مختلفة للمعني وليس في مشروع واحد، مما جعله يتمكن من التلاعب بضحاياه دونما إمكانية التنسيق بين الموثقين المعنيين. وعلمت -المصادر- أن أحد الموثقين وفق ما تبين في التحقيقات، هو من قام بإنقاذ بعض ضحايا الكواز في آخر لحظة، وخاصة من الذين سجلوا عقودهم لديه، بحيث سارع عشية فرار الكواز لتسجيل تلك العقود وتحفيظها في زمن قياسي. وهو ما يحاول البعض جعله دليل اتهام أو تواطؤ مع المتهم، في حين أكد أحد الموثقين الذين سألتهم جريدتنا بهذا الخصوص، أنه لا وجود لأي قانون يمنع الموثق من تسجيل أي عدد يريد من الشقق وتحفيظها، وأن هناك عرف فقط بسبب قلة الموارد البشرية بالمحافظات العقارية، يقسم العدد بين عدة أيام ولا يمكن القيام بكل ذلك في يوم واحد. مشيرا لكونه على علم بالموضوع، وأن ما قام به زملائه قانوني ولا غبار عليه. من جانب آخر كانت بعض المصادر المقربة من الضحايا، قد اعتبرت عملية التسجيل تلك غير قانونية، وعبرها أشاروا بأصابع الإتهام لأحد الموثقين، الذي بدأ أنه ربما كان الأذكى من بين آخرين، وأنقذ على الأقل 24 من زبنائه بتسجيل عقودهم وتحفيظها، وهم من تمكنوا من الإفلات من عملية النصب تلك وضمان حقوقهم بالمركب السكني الواقع بمنطقة كابونيغرو. فيما بقي عشرات آخرون ضحايا عملية النصب تلك بسبب عدم التحفيظ ولا التسجيل. التحريات الجارية حاليا في هذا الموضوع ما زالت سرية لحد ما، لكن ما هو مؤكد أن المعني تمكن من الفرار إلى الخارج، تاركا ورائه عشرات من الضحايا على مستويات مختلفة، منهم مقربون منه ومنهم أشخاص لم يشاهدهم ولم يعرفهم يوما.. فيما هناك محاولات ابتزاز من طرف البعض، بما فيهم محمد الكواز نفسه، والذي يهدد بعض المقربين منه بجعلهم شركاء له في حال عدم مساعدتهم له للخروج من الورطة التي وضع نفسه فيها. مصطفى العباسي/الأحداث المغربية