تمكن عناصر الشرطة القضائية بتطوان، بتنسيق مع زملائهم بولاية أمن طنجة، من اعتقال أحد أهم المطلوبين للعدالة بالمنطقة، ويتعلق الأمر ب"الكواز"، منعش عقاري مطلوب في واحدة من أكبر عمليات النصب التي عرفتها تطوان والنواحي. ويعتبر اعتقال "الكواز" صيد ثمين للمصالح الأمنية، لاستكمال البحث والتحقيق في ملف نصب راح ضحيته عشرات من الأشخاص، بعد النصب عليهم في عمليات بيع شقق بيعت أكثر من مرة، بكل من مرتيل وأمسا، قبل أن يفتضح أمره ويفر منذ سنتين. وحل "الكواز" ليلة الجمعة بولاية أمن تطوان للتحقيق معه، بعد أن كان قد تمكن من الفرار لخارج المغرب، لحظات قليلة بعد انكشاف المشكل، حيث تنقل بين العاصمة باريس ومدن بالجنوب الإسباني، في ظروف سيئة بسبب وضعه المادي رغم عمليات النصب التي قام بها، بحيث أكدت مصادر جد مقربة، أنه لم يكن يدخر شيئا من تلك الأموال. وتعود فصول قضية "الكواز" لشهر ماي من العام 2015 حينما اكتشف عدد من الأشخاص من مدن مختلفة، أنهم ضحايا عملية نصب بعد اقتنائهم لشقق بمركب سياحي بالقرب من كابو نيغرو، إذ تبين أن كل شقة بيعت لثلاثة حتى أربعة أشخاص، من خلال تسجيل كل عقد من العقود لدى موثق مختلف حتى لا ينكشف نصبه. إلا أنه ومع بداية صيف 2015 وانتهاء الجزء الأكبر من الأشغال بالمركب، حج أصحاب الحقوق لتسلم منازلهم، لكنهم فوجؤوا بوجود شركاء في ذات المنزل، لتنشب معارك ضارية بين الضحايا أنفسهم في محاولة كل واحد منهم بالظفر بالشقة، بل منهم من استعمل البلطجية للسيطرة على الشقة المفترض ملكيته لها. ومنذ ذلك الحين أسس المتضررون إطارا للدفاع عن حقوقهم، وباشرت السلطات الأمنية تحت إشراف النيابة العامة، التحقيقات التي طالت عدولا وموثقين وغيرهم، في انتظار القبض على المتهم الرئيسي الذي قد يكشف عن تفاصيل اكبر في عملية النصب تلك.