أخيراً أظهرت القناة السابعة الأسترالية عبر برنامج سانداي نايت،الطفل يحيى بعد العملية الناجحة التي اجريت له يوم 24 فبراير.. وكما يعلم العالم أجمع ولد يحيى بتشوهات خلقية على مستوى الرأس، ولا يمكنه التكلم ولا السمع، ويتمتع هذا البطل بقوة وحيوية كبيرة. وبمشيئة الخالق وبعد نشر احد جيرانه والد هبة الصديقة الحميمة ليحيى على صفحات الفايس بوك صورته وقصته. تمكنت ان تصل الى قاع تحت الكرة الأرضية أستراليا، وتقف عند السيدة الرائعة فاطمة بركة، مغربية الأصول والمقيمة بمدينة ملبورن، فقررت ان لا يقف الأمر فقط عند أحاسيسها وتجندت بكل قواها وطرقت جل الأبواب عبر العالم، من دكاترة وجمعيات ومؤسسات خيرية.. لتتفاجأ بقبول الجراح الكبير البروفيسور طوني هلمس بإجراء العملية التقويمية والذي وصفها بالخطيرة، وليس غريبا عنه فهو نفسه الجراح الذي قام بأخطر عملية في العالم لفصل جسم التوأمتين تريشا وكريشا من بنكلاديش والتي كللت بالنجاح.. وبعد تبني القناة 7 الأسترالية لقصة يحيى، تمكنت فاطمة والدكتور أندرو روشفورد وطاقم القناة أن يقطعوا المسافة الطويلة ليحلوا بالمغرب، لزيارة يحيى بإحدى القرى المجاورة لمدينة تطوان. تمكنوا من إجراء بعض الفحوصات والإجراءات اللازمة، للتمكن من اصطحاب يحيى وأمه الى استراليا. أكد الجراح هلمس ان هناك نسبة 99% من عدم نجاح العملية، لكنه وعائلة الصغير يحيى البالغ من العمر آنذاك ثلاث سنوات لم يترددوا، وأملهم بالله كبير. كان الوقت المتوقع للعملية التي أجريت يوم 24 فبراير بين 8 الى 9 ساعات. ولم يترك حجرة العمليات أي من الدكاترة والممرضين والمتعاونين والذين لم يتقاضو أي أتعاب، حيث طالت عملية اعادة هيكلة جمجمة ووجه يحيى تقريبا 19 ساعة. وأكد البروفيسور طوني هلمس في حوار مع القنات السابعة الأسترالية أنه ليس صانع المعجزات وبكل تواضع فقط يحاول تأدية عمله بأصح الأوجه. وقد ساهمت تبرعات العديد من الجمعيات والأفراد والمؤسسات في تغطية ثمن المستشفى والأدوية واحتياجات يحيى الذي لقي تعاطفا كبيرا عبر العالم، وخلال إقامة أسرته بأستراليا تمكنا من إنجاب فتاة جميلة اختاروا لها من الأسماء أمل. وقد قامت جمعية الجالية المغربية بسيدني بتعاون مع سفارة المملكة بإقامة ليلة احتفالية بنجاح العملية، وتم جمع بعض التبرعات، ومنحت السفارة في شخص السفير محمد ماء العينين شهادة تقديرية لفاطمة بركة للمجهودات التي قامت بها من اجل يحيى. كل شيء ممكن مادامت هناك قلوب رحيمة وصادقة تتحرك من دون مقابل .. ويجدر الإشارة أن التبرعات مازالت قائمة حيث لازال يحيى يحتاج لعمليات أخرى ومسايرة حياته بكل طبيعية.