في حواره مع جريدة بريس تطوان استعرض محمد ماشان مدير جريدة تمودة أهم المحطات التي قطعتها الجريدة كتجربة جادة و متفردة للإعلام الجهوي، كما وقف على أهم التحديات التي تواجه الصحافة الالكترونية في ظل منافسة الصحافة الالكترونية، نقاط من بين أخرى تطرق لها ماشان في هذا الحوار. س: ماهي أهم المحطات التي مرت منها جريدة تمودة؟. ج: بداية شكرا على استضافتكم في منبر بريس تطوان، وإجابة على سؤالك فجريدة تمودة حاليا أتمت أربع عشرة سنة، فمنذ مرحلة التأسيس عرفت الجريدة عدة محطات، ابتداء مع مؤسسها السيد عبد السلام ماشان رحمة الله عليه. وقد انطلقت كجريدة مناضلة كما كانت طبيعة معظم الصحف الجهوية في تلك الفترة، لكن بعد سنتين من صدورها؛ أي منذ تأسست سنة 2001، إلى سنة 2003 حيث ستتحول من جريدة مناضلة إلى مقاولة، أي مقاولة جريدة تمودة تطوان، فبدأت مرحلة تطور المقاولة من جريدة شهرية إلى جريدة نصف شهرية إلى أسبوعية، كما تم فتح مقر هذه الجريدة سنة 2007، وفي 2009 حصلت الجريدة على رقم اللجنة الثنائية للصحافة المكتوبة الذي يخولها الاستفادة من الدعم العمومي، والآن منذ خمس سنوات وهي تستفيد من الدعم العمومي. ففي البداية كان العمل في الجريدة يعتمد على المجهود الشخصي للمؤسس، لكن في هذه المراحل التي عرفت فيها التطور تكون فريق للعمل وحاليا الجريدة تشغل الصحفيين المهنيين والمستخدمين. س: أستاذ تحدثتم عن الدعم العمومي الذي حظيتم به فهل كان كافيا لازدهار الجريدة؟ وما هي القيمة المضافة التي أعطاها لعمل الجريدة؟. ج: فيما يخص نقطة الدعم فعلا في البداية عندما تقرر الدعم للصحف الجهوية سنة 2005، ونحن حصلنا عليه سنة 2009، الاعتقاد الذي كان لدينا في تلك المرحلة هو أن الدعم سيجعلنا نحقق إنجازات كبيرة وتقدم بشكل كبير، ولكن مع تجربة خمس سنوات من الدعم لحظنا أن النسبة التي تمنح للصحف الجهوية ضئيلة جدا، لا يمكن من خلالها للصحيفة الورقية أن تحقق ازدهارا، فالوزارة تضع عدة شروط للصحف التي ترغب في الدعم منها عدد الصحفيين والأجور، وبالتالي تكون الصحيفة ملزمة بتلبية عدة مصاريف لكي تستطيع الحصول على ذلك الدعم، وإذا ما لاحظنا نجد أن ذلك الدعم أقل من تلك المصاريف التي تتكلفها المقاولة، وبالتالي لا يخلق فائض للمقاولة كما كنا نعتقد، إلا أن هذا الأخير ساعد المقاولة على تشغيل الصحفيين فقط، فمن قبل كان من الصعب على أي مقاولة صحفية تشغيل الصحفيين، وكانت تعتمد فقط على المراسلين المتطوعين، وهذا الدعم يغطي نسبة من المصاريف، لكن إذا ما تحدثنا عن مستقبل زاهر للإعلام الجهوي وتحقيقه لتقدم كبير، فإنه غير ممكن الاعتماد على هذا الدعم فقط بل يجب على المقاولة الجهوية البحث في طرق أخرى للتمويل. س: إذن أستاذ كيف تقيمون واقع الصحافة الورقية خاصة في مدينة تطوان؟ أي هل هناك إقبال على هذا المكون الإعلامي؟. ج: هناك تراجع في عدد الصحف المقروءة والمبيعات للصحافة الورقية وذلك على المستوى الوطني بصفة عامة، وطبعا هذا راجع إلى الفئة الكبيرة التي التجأت إلى الصحف الإلكترونية، يعني الأخبار على مدار الساعة بالإضافة إلى القراءة المجانية، وهذا ما ساهم في تراجع عدد المبيعات بصفة عامة، لن نقول أن الصحف الورقية لم تعد تقرأ بصفة نهائية، فهي لا تزال لها جمهورها ومحبيها بالرغم من وقوع النقص الكبير، وهذه مسألة بديهية فلكل عصر جديده. س: بالحديث عن الإعلام الجديد أستاذ أي موقع للصحافة الإلكترونية برأيك ضمن باقي مكونات الإعلام المسموعة، والمكتوبة والمرئية؟. ج: الصحافة الإلكترونية، المستقبل لها، لأن حاليا حتى في مسألة الدعم فالصحافة الإلكترونية ستحظى بالدعم، وهناك مجموعة من المقاولات المشتغلة في مجال الصحافة الإلكترونية قدمت ملفاتها لتحظى بالدعم، كما ستصدر عدة قوانين ستؤطر هذا العمل، و شخصيا أرى أن المستقبل للصحافة الإلكترونية وجريدة تمودة بدورها خاضت هذه التجربة، فعندما نتحدث عن جريدة تمودة كمقاولة فبإمكانها خلق موقع خاص بها أيضا. س: ربما هذا ما يفسر خوضكم تجربة إصدار الصحيفة الإلكترونية؟. ج: طبعا، لأن الهدف الأول يبقى هو الوصول لأكبر عدد من القراء، فبما أن عدد كبير من الجمهور تحول إلى الصحافة الإلكترونية فنحن كذلك لابد لنا من مواكبة جمهورنا وخوض تجربة الصحيفة المجانية الإلكترونية لكي نستطيع الوصول أكثر إلى جمهورنا وقراءنا. س: في رأيكم هل استطاعت الصحيفة الإلكترونية أن تقلل من أهمية الجريدة الورقية؟ ج: لكل وسيلة إعلام أهميتها وخصوصيتها ومتتبعيها، فعندما نتحدث عن الإعلام الإلكتروني أقول أن لديه مستقبل لكن هذا لا يلغي الوسائل الأخرى، لا المقروءة ولا المسموعة ولا المرئية، لكن الوضع الحالي يتطلب مراجعة؛ سأتحدث عن المقاولة التي أشرف عليها، مثلا تمودة تطوان نحن نرى أننا نستطيع أن نحافظ على الجريدة الورقية وفي نفس الوقت لدينا جريدة إلكترونية وهذا ما يجعل التكامل قائم في مقاولة تمودة تطوان بين الصحيفة الورقية والإلكترونية دون أن تلغي الواحدة منها الأخرى. س: إذن ما هي أهم العراقيل التي تواجه جريدة تمودة الورقية؟. ج: العراقيل التي تواجه المقاولة بصفة عامة هي عراقيل مالية بدرجة أولى، لأن الموارد البشرية ولله الحمد متوفرة في المنطقة، فضلا عن وجود كفاءات جيدة في مجال الإعلام، لكن يبقى العائق الكبير في ما يرتبط بالطبع والتسويق ومجموعة من الإكراهات الأخرى، و التي لا يمكن أن يغطي هذه التكاليف إلا مجموعة من الإعلانات و الإشهارات التي تحظى بها الجريدة، والإعلام الجهوي المكتوب بصفة عامة لا يأخذ حظه ونصيبه من جانب الإشهار أو الإعلان، فعلى المستوى المحلي هناك مؤسسات عمومية أو شبه عمومية تفضل أن تضع إشهاراتها في جرائد وطنية بدل الجرائد الجهوية، وهذه مسألة تعرقل طموحات الإعلام الجهوي ولكن ربما مستقبلا مع الجهوية الموسعة من الممكن أن تتغير العقليات وبالتالي من الممكن للمقاولة الجهوية أن تستفيد من التمويل لأن هذا الأخير هو المشكل الحقيقي للجريدة. س: أستاذ كلمة أخيرة لجريدة بريس تطوان؟ ج: جريدة بريس تطوان تجربة مهمة في الصحافة الإلكترونية بكونها أول موقع خاض هذه التجربة بمدينة تطوان، وحقق نجاحات في هذا المجال، ونتمنى لها التوفيق و شكراً.