في الذكرى الأربعينية لرحيل المناضل والمثقف حسن الدردابي الإشادة بعمق المسار النضالي والثقافي للراحل والدعوة إلى تأسيس مؤسسة متوسطية للفكر والإبداع تحمل اسمه أجمعت الشهادات التي ألقيت في الذكرى الأربعينية لرحيل المناضل والمثقف حسن الدردابي على عمق المسار النضالي للراحل على الصعيد السياسي والحقوقي والثقافي. ووقف المتدخلون في حفل التأبين، الذي احتضنته إحدى فضاءات مدينة المضيق نهاية الأسبوع الماضي، عند أهم المحطات في حياة الفقيد كواحد من أهم مناضلي التيار اليساري بالمغرب وأبرز من عمل على وضع اللبنات الأولى للعمل الثقافي والحقوقي على الصعيد المحلي. وأشاد رشيد الدردابي نائب رئيس جمعية العمل الثقافي بالمضيق، التي عمل الراحل حسن الدردابي على تأسيسها بمعية بعض رفاقه في بداية الثمانينات من القرن الماضي، بالدور الذي لعبه الفقيد في الدفاع عن قضايا الحداثة والعقلانية والديمقراطية طيلة مسار الجمعية، معتبرا رحيل الفقيد خسارة كبيرة للعمل الثقافي الجاد محليا وجهويا. من جانبه أبرز عبد العالي كميرة عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد الدور الإيجابي للراحل حسن الدردابي داخل المسار النضالي للحزب بشكل عام وبمنطقة الشمال على وجه الخصوص، مشيرا إلى أن الفقيد اختير كعضو مؤتمر بالمؤتمر الوطني المقبل للحزب الذي سينعقد خلال الأسابيع المقبلة. بدورها، وقفت زهرة الدغوغي المنسقة العامة لجمعية السيدة الحرة للمواطنة وتكافؤ الفرص بجهة طنجةتطوان عند نبل الفقيد وتعلقه بالفعل الإبداعي والثقافي ودفاعه عن القضية النسائية، مشيرة إلى الفترة التي جمعتها بالفقيد، بمعية رفاق أخرين، خلال فترة منتصف الثمانينات التي سبقت مرحلة اعتقال الراحل حسن الدردابي، والتي اعتبرتها فترة تاريخية متميزة في حياتها. عبد اللطيف البازي مدير المركز الثقافي الأندلس بمرتيل وواحد من أقرب رفاق وأصدقاء حسن الدردابي أشاد بدوره بمسار الراحل وبعمق ثقافته، مشددا على اعتزازه بالفقيد وبالفترات التي جمعتهما معا وبتعلق الراحل بالعمل الثقافي والإبداعي ومتابعته لجميع الأنشطة الفكرية واللقاءات الثقافية المنظمة على الصعيد المحلي والوطني عموما. من جانبهما اعتبرا كل من عمر الزيدي وأيمن المرزوقي، وهما عضوين بارزين بالتيار السياسي اليساري المغربي، رحيل حسن الدردابي خسارة كبيرة للعمل السياسي الجاد بالمغرب، داعين إلى مواصلة جهوذ جميع أصدقائه ورفاقه إلى تحقيق ما كان يطمح إليه حسن الدردابي في جعل منطقة الشمال جسرا متوسطيا للسلام والحداثة والديمقراطية. كما شهد حفل التأبين، الذي عرف حضور جمهور غفير من أصدقاء ورفاق حسن الدردابي من مدن المضيقوتطوانوطنجة والرباط ومدن أخرى، تقديم كل من محمد الزواق والعربي الشلهاب لشهادات في حق الفقيد لخصت تجربتهما مع الراحل في التأسيس للفعل الثقافي والحقوقي بمدينة المضيق. يذكر أن حفل التأبين تضمن كذلك تقديم شريط مصور لخص جوانب متعددة من حياة الفقيد إضافة إلى تقديم كلمة الأسرة بالمناسبة، حيث كان أخ الفقيد مصطفى الدردابي يغالب دموع التأثر حتى يتمكن من استرجاع حياة الراحل داخل كنف العائلة. و تجدر الإشارة إلى أن لجنة إحياء الذكرى الأربعينية لرحيل المناضل والمثقف حسن الدردابي دعت إلى تسمية أحد شوارع مدينة المضيق باسم حسن الدردابي إضافة إلى إطلاق اسم الراحل على إحدى الفضاءات الثقافية بالمدينة. كما تمت الدعوة إلى تظافر جهوذ الجميع قصد خلق مؤسسة حسن الدردابي المتوسطية للفكر والإبداع.