منعت مصالح الجمارك بميناء طنجة المتوسطي شاحنة محملة بالمساعدات العينية كانت موجهة إلى ضحايا فيضانات سيدي إفني، بعد أن تم جمعها من طرف المركز الثقافي الإسلامي الكطلاني والمجلس الثقافي الإسلامي بإسبانيا بإشراف من القنصلية المغربية ببرشلونة. وبحسب ما أفادت به مصادر من المركز الثقافي الإسلامي الكطلاني لجريدة "المساء" التي أوردت الخبر في عددها لهذا اليوم، فإن الشاحنة ظلت مركونة بميناء طنجة المتوسطي، منذ يوم الأحد 4 يناير الجاري، دون أن تسمح لها سلطات الميناء بالعبور رغم أن المسؤولين داخل المركز أدلوا بجميع الوثائق الخاصة سواء بالشاحنة أو الحمولة، التي هي عبارة عن مساعدات عينية موجهة إلى ضحايا الفيضانات ببعض الدواوير التي تضررت كثيرا بمنطقة سيدي افني. وتضيف "المساء" أن المصادر ذاتها استغربت ما وصفته بتماطل الجمارك في تسريع إجراءات مرور المساعدات، بالرغم من أن القنصلية المغربية ببرشلونة الإسبانية أشرفت على العملية وعمل القنصل المغربي على تسهيل جميع الإجراءات الإدارية من أجل نقل هذه المساعدات إلى المغرب. وشدد المصدر ذاته على أن مصالح الجمارك أجبرت سائق الشاحنة على إنزال الحمولة أكثر من مرة، علما أن الأمر يتعلق بحمولة تقارب 20 طنا من المساعدات عمل أزيد من 15 شابا متطوعا على شحنها في الشاحنة، الأمر الذي اعتبرته المصادر ذاتها عرقلة غير مبررة وإغراقا في الإجراءات الروتينية بشكل غير واضح، الأمر الذي اضطر الهيئة القائمة على هذه المبادرة إلى ربط الاتصال بمدير ديوان رئيس الحكومة الذي باشر اتصالاته بالمصالح المعنية، إلا أنه لم يتم إلى حدود يوم الاثنين 12 يناير السماح للشاحنة المحملة بالمساعدات بالانطلاق إلى وجهتها. و تضيف الجريدة أن المصادر نفسها أشارت إلى أن الطريقة التي تم بها التعامل مع هذه المبادرة الإنسانية خلفت حالة من الاستياء في نفوس الجالية المغربية، التي ساهمت في توفير هذه المساعدات، خاصة أنه فور إطلاق المبادرة بمدينة بارشلونة سارع الجميع إلى المساهمة فيها والعمل على إنجاحها إلا أن ما تعرضت له من تأخير بميناء طنجة المتوسطي أثار حفيظة واستنكار الناشطين الجمعوين المشرفين على إنجاح المبادرة، والذين اضطروا إلى إلغاء تذاكر سفرهم إلى إسبانيا لتابعة وصول المساعدات إلى مستحقيها بسبب التأخير الحاصل وخوفا من أن توجه هذه المساعدات إلى خدمة أجندات سياسية بالمنطقة.