مازال الملاحظون يتابعون "الحرب" الباردة والمكشوفة بين رئيس المغرب التطواني عبد المالك أبرون والمدرب عزيز العامري الذي تمت إقالته مباشرة بعد خروج الفريق التطواني المبكر من منافسات كأس العام للأندية. عبد المالك أبرون وخلال إحدى ندواته الصحفية قال بأن العامري مدرب كبير ويستحق ثمنا لا تمثالا ينصب له في مدينة تطوان نظرا للخدمات الجليلة التي قدمها للفريق، كفوزه بلقبين، واكتشافه للعديد من المواهب التي تزخر بها المدينة والتي أصبحت تمثل العمود الفقري للفريق. بعد كل هذا المدح، تفاجأ كل الملاحظين للانتقادات الكثيرة التي وجهها الرئيس أبرون للعامري خلال حلوله ضيفا على برنامج "الماتش" الذي تبثه قناة "ميدي 1 تيفي"، والذي أصبح وبشهادة الجميع مقرا دائما لعائلة أبرون بمناسبة أو بدون مناسبة. رئيس المغرب التطواني أطلق النار على عزيز العامري حيث عبر على ندمه الكبير لعدم الاستغناء عنه قبيل "الموندياليتو"، وأضاف بأنه اغتنى بفضل الأموال الطائلة التي جناها من الفريق... وأشياء أخرى لا تليق برئيس من المفروض أن يعطي المثل في الحكمة وحسن الكلام. عبد المالك أبرون أصبح يتحدث عن المسائل التقنية وكأنه يتوفر على شهادات عليا جاء بها من معاهد لايبزك، وأصبح وبقدرة قادر يتدخل في كل شيء، دون أن يجد من يردعه أو يبعده إلى حجمه الحقيقي. للأسف، ظل المشرفون على هذا "الماتش المبيوع"(...) يتفرجون كتلاميذ أمام معلم وصل إلى درجة "التيه"، ووجد الفرصة مناسبة في مقر سكناه لسلخ كل الأشخاص الذين ينتقدوه. المسؤول الأول عن المغرب التطواني كان عليه أن ينتقد الطريقة التي يسير بها الفريق الذي أصبح ضيعة تابعة لآل أبرون، وويل لمن أراد أن يتقرب منها أو ينتقدها. فريق المغرب التطواني ومنذ فوزه ببطولة الموسم الأخير التي خولت له المشاركة في "الموندياليتو" وهو يقارن نفسه بفريق الرجاء الذي لعب نهاية النسخة الأولى، بل أصبح يحلم بالفوز بها. جميل أن يطمح هذا المسؤول وأبناؤه بالفوز ببطولة العالم للأندية، لكن كان عليهم أن يعرفوا حجمهم، وبأن المغرب التطواني فريق شاب أصبح يتعاطف معه كل الرياضيين الذين سئموا في نهاية المطاف من التصريحات العشوائية لرئيس الفريق الذي استحوذ على كل القنوات، وعلى العديد من المواقع الرياضية التي رحبت به مقابل الإعلانات التي تستفيد منها. عزيز العامري إطار وطني كفء قاد الفريق التطواني ولأول مرة في تاريخه للفوز ببطولته، لذا فمن حقه أن يستفيد ماديا... نحن هنا لا ندافع عن العامري الذي ارتكب العديد من الأخطاء قبل بداية هذه البطولة، وحصد بعض الهزائم في البطولة الوطنية بسبب تعنته ودخوله في عراك مع بعض اللاعبين الذين كان بإمكانهم منح الإضافة للفريق لولا الضغط الكبير الذي عانوه منذ بداية الموسم. كما من حق الرئيس أبرون ولا أقول المكتب المسير الموجود على الورق فقط، من حقه الاستغناء عن العامري وتعويضه بمدرب آخر أو بابنه أشرف الذي أصبح هو الآخر خبيرا كبيرا في الشؤون التقنية، لكن الطريقة التي نهجها لا تليق بمسؤول كيفما كان، ليبقى عتابنا وللأسف على المشرفين على مثل هذه البرامج التي تفتح أبواب دكاكينهم لكل من هب ودب.