حرصا منها على إيصال الموسيقى المغربية إلى أكبر شريحة من الجمهور في مختلف أنحاء العالم وبدعوة السفارة المغربية و راديو واسو، أحيت السوبرانو سميرة القادري، مساء أمس الأربعاء، حفلا فنيا بالمسرح التابع للإذاعة الوطنية البولندية في وارسو، في إطار الأنشطة الثقافية لسفارة المغرب ببولندا. وكشفت الفنانة المغربية أنها سعيدة بتقديم هذا الحفل للجمهور البولندي، مشيرة إلى أن ما يميزه، أيضا، هوتقديم عمل فني كإهداء لأطفال وارسو وهو لعبد الوهاب البياتي، موضحة أن العمل الفني تكريم لكل طفل بوارسو. وقالت القادري، إن الهدف من العمل الذي يضم مجموعة من القطع الموسيقية هو التعريف بالتراث المغربي في حلة جديدة تحترم ثقافة جمهور أوروبا الشرقية، مبرزة أنها تحاول أن تظهر من خلال حفلاتها انفتاح المغرب على مختلف الثقافات الأخرى بأساليب موسيقية جديدة. فهي من الوجوه الإبداعية التي تسعى إلى التوفيق بين القالب التراثي والتجديد الفني~في جميع أعمالها الفنية، مؤكدة في السياق نفسه أنها ستقدم للجمهورالبولندي قطعا أمازيغية تخضع لتقنيات موسيقية متميزة. ويعتبر هذا النوع من الجاز من إ بداع السوبرانو سميرة القادري رفقة~عازف العود الموهوب يونس الفخار، تحت إشراف العازف نبيل أقبيب إنهما عالمان مختلفان تمتزج فيهما الأساليب والثقافات الموسيقية. ويشكل هذا الحفل الذي يقام حول موضوع «الجاز- الأندلس» ، الذي تحضره العديد من الشخصيات البولندية والفنانين والدبلوماسيين وعشاق الموسيقى، فرصة لاكتشاف صوت سميرة القادري، التي تعد واحدة من أبرز الفنانين والباحثين المختصين في الغنائيات التراثية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، إذ تستمد روح العمل من خيال خلاق ينهل من تراكم مختلف المدارس الموسيقية التي متحت~من الموسيقى الأندلسية ويعد هذا أول حفل فني تحييه الفنانة سميرة القادري أمام الجمهورالبولندي، لتسلك بذلك مسار العديد من الفنانين، من قبيل فرانسواز أتلان أو أيضا أنس حبيب، الذين استطاعوا إبراز القيم النبيلة للتنوع بمنطقة المتوسط وتبقى السوبرانو سميرة القادري من الوجوه الإبداعية المغربية التي تفتخر بها الساحة الغنائية، لأنصوتها تجاوز الحدود، واستطاعت أن~تمثل المغرب أحسن تمثيل في مختلف المهرجانات واللقاءات العربية والدولية. فهي فنانة باحثة في موسيقى البحر الأبيض المتوسط، غنت 90 عملا لخيرة الشعراء العرب و الأجانب، أمثال جبران خليل جبران، ونزار قباني، وغارسيا لوركا، والسياب، وسارغيو ما تياس. كما برعت في أداء الشعر العربي في~قوالب عالمية، وفتحت تجربتها على أوسع آفاق التراث الأندلسي في الفضاء~المتوسطي، من خلال أداء النصوص السفاردية، والغناء بالإسبانية العتيقة وأداء قصائد الكانتيغا، فضلا عن أغاني «التروبادور» للشعراء الجوالين جنوبفرنسا، مما يجعلها بحق سفيرةالتراث الأندلسي ورمز ذاكرة فنية مشتركة في فضاء متوسطي هبت عليه التيارات المتلاقحة.