تتواصل فعاليات الدورة السادسة لمهرجان صيف الاوداية بالحديقة الأندلسية للموقع الأثري التاريخي بالرباط، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبمناسبة عيد العرش المجيد، من طرف وزارة الثقافة والمجلس الوطني للموسيقى. لقد كانت السهرة الثانية من المهرجان نسوية خالصة، حيث أحيت السوبرانو سميرة القادري سهرة أمس الخميس حيث قدمت لجمهور لم يستوعبه الفضاء الجميل، جديدها بصوتها الملائكي، قبل أن يعتلي المنصة الرباعي النسائي التركي تورنلار الذي أمتع الحضور ومنح السهرة الثانية مذاقا فنيا خاصا. وقد عبرت السوبرانو سميرة القادري عن سعادتها بالمشاركة في الليلة الثانية من هذا المهرجان ذي العبق التاريخي الخاص، وقالت في تصريح خاص، أنها تشد على أيدي وزارة الثقافة والمجلس الوطني للموسيقى على مجهوداتهما الجبارة لخلق مهرجان خاص بالاوداية بمدينة الرباط يشتغل على تيمات فنية جيدة جدا، والدليل على ذلك هو تطور حجم ونوعية الجمهور. كما أثنت على البرمجة التي راعت –تضيف السوبرانو- جميع الأذواق الفنية، "حيث ابهرني إنصات وتفاعل الجمهور". وتعتبر سميرة القادري باحثة وأستاذة في علم الموسيقى ومغنية أوبرا، سوبرانو، مغربية من مدينة تطوان شمال المغرب. هي أيضا ضليعة في الشعر الصوفي الأندلسي خصوصا القصائد التي كتبت في القرن السادس عشر من طرف الموريسكيين. وهي من أبرز الفنانين والباحثين المختصين في الغنائيات التراثية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط. وقد برعت السوبرانو سميرة القادري في أداء الشعر العربي في قوالب عالمية، وفتحت تجربتها على أوسع آفاق التراث الأندلسي في الفضاء المتوسطي، من خلال أداء النصوص السفاردية، والغناء بالإسبانية العتيقة وأداء قصائد الكانتيغا، فضلا عن أغاني “التروبادور”للشعراء الجوالين جنوبفرنسا، مما يجعلها بحق سفيرة التراث الأندلسي وسفيرة الأكاديمية الكندية للتدريب والاستشارات بمونتريال، ومؤسسة ناجي نعمان بلبنان ومنظمة المهاجر بأستراليا بدول المغرب العربي والاتحاد الأوروبي وتعتبر الفنانة السوبرانو سميرة القادري كرمز من رموز الذاكرة الفنية المشتركة في فضاء متوسطي .