في الوقت الذي كانت عدة فعاليات إعلامية مغربية تكابد و تعاني اﻷمرين للوصول إلى المعلومة أو الخبر في صيغته التامة و الصحيحة غير منقوص وﻻ معرى من الحقيقة في اﻷحداث اﻷخيرة التي وقعت يوم الخميس الماضي بباب سبتة، وقت هجوم حوالي 250 مهاجر إفريقي على المعبر مستعملين العنف في حق العناصر اﻷمنية عن طريق رشقهم بالحجارة، وفي الوقت الذي كنا نحاول أن نصل إلى اﻷرقام الحقيقية، لجثث إخواننا اﻷفارقة الذين قضوا غرقا في عرض شواطئ مدينة سبتةالمحتلة، في محاولة منهم لمعانقة الدورادو اﻷوروبي. في هذا الوقت بالضبط ونحن كنا نتواجد في الميدان كنا نكافح من أجل إيصال الخبر إلى الرأي العام الوطني عبر منابرنا وكنا نحاول أن نتحرى الحقيقة وﻻ شيئ إﻻ الحقيقة، إﻻ أننا كنا نواجه صعوبات كثيرة منها عدم السماح لك من طرف القوات العمومية للوصول إلى الشاطئ ﻷخذ صور الجثث بل أكثر من هذا فقد حاول بعض عناصر اﻷمن التابعة لقوات التدخل السريع من مصادرة آلة التصوير، وكان بالمقابل في الجهة الأخرى من المدينةالمحتلة تم استدعاء الصحفيين لمتابعة تطورات هذا الحادث التراجيدي، بينما كنا نحن نتعرض للإهانه ... وفي الوقت الذي كنا نحاول معرفة تفاصيل غرق اﻷفارقة كنا نصطدم بجدار صلب يسمى ( الشح في المعلومة ) لكن في المقابل و إن كان ماوقع من أحداث كان في الجهة المحررة من بلادنا فإن جيراننا اﻹسبان كانوا يتوصلون بالتفاصيل ساعة بساعة و لحظة بلحظة، وخصوصا وكالة إيفي . وإلى حدود اليوم والذي ﻻزالت فيه البلاغات اليتيمة التي صدرت من عمالة المضيقالفنيدق متأخرة و بطيئة بشكل كبير، تنشر وسائل إعلامية إسبانية و بالتتابع عدد اﻷفارقة الذين ماتوا غرقا حيث وحسب هذه المصادر وصل العدد إلى 14 غريق ، ﻻزلنا نحن نتدبدب بين 7 و 9 . السؤال المطروح من يمد الإسبانيين باﻷخبار و بالتفاصيل؟؟ سواء اﻷجهزة اﻹستخباراتية أو الصحفيين؟؟ خصوصا إذا علمنا كما أسلفت الذكر أن البحرية المغربية و الوقاية المدنية هم من يقومون بإنتشال الجثث !!