ذكر الشيخ الصادق العثماني مدير الشؤون الدينية والدعوية بمركز الدعوة الاسلامية لأمريكا اللاتينية بالبرازيل أن المرأة المسلمة في بلاد الاغتراب تواجه تحديات خطيرة، أبرزها الفساد والإنحلال الأخلاقي، مشيراً إلى أن قوى الشر والبلاء تنبهت لما للإخلاق الإسلامية من ضمانة وحصانة ومناعة قوية للمرأة المسلمة تمنعها من الوقوع في المجون والانحراف. وأضاف العثماني في حوار خاص لرسالة أون لاين أن مخططات الغرب تستهدف بالأساس المجتمعات المسلمة والمرأة على الخصوص للقضاء على كرامتها وإخراجها من عالم العفة والطهارة إلى عالم الرذيلة، وبالتالي يكونون قد خربوا أهم شركة لصناعة الرجال والقادة. وهذا نص الحوار .
بداية نريد منكم إعطاءنا صورة عن حال المرأة المسلمة في البرازيل خاصة وأمريكا اللاتينية بصفة عامة؟؟ والتحديات التي تواجهها؟ حال المرأة المسلمة في البرازيل هي كسائر أي إمرأة برازيلية لها الحرية الكاملة ومساوية للرجل تماما ، وظهورها على الساحة الدعوية والفكرية والثقافية بدول أمريكا اللاتينية ضعيف جدا ولا يكاد يبين ؛ ولكن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر في العام 2001 عرضت القناة البرازيلية الخامسة (كلوبو) مسلسلا تلفزيونيا تقوم ببطولته فتاة مسلمة محجبة وملتزمة بدينها تدعى "خديجة" تقيم في مدينة فاس المغربية، وكان يصور في حلقاته عادات المسلمين في المغرب وخصوصا الاجتماعية كالزواج والطلاق والإرث وغيرذلك من العادات العربية... علما أن الهدف من البرنامج كان تشويه عادات المسلمين وتقديمهم على أنهم مجموعة من المتشددين تجاه بناتهم ونسائهم إلا أن السحر انقلب على الساحر كما يقال؛ حيث أعجب كثير من الشعب البرازيلي بالحجاب كزي أنيق وزاد الإقبال عليه بين غير المسلمات من البرازيليات فأصبح الآن أشبه بالموضة التي يرتدينها في بعض المناسبات ويفتخرن بلباسه، وشيئا فشيئا بدأت المرأة المسلمة في البرازيل تقبل على لبسه حتى صار الآن زيا مألوفا وسط الشارع البرازيلي واللاتيني عموما. كما أن الرئيس البرازيلي السابق ""لولا دا سيلفا" كان قد أصدر قرارا في السنوات الماضية يسمح للمرأة المسلمة بارتداء الحجاب سواء في العمل أو في الشارع، أو فيما يتعلق بالوثائق الرسمية كجوازات السفر لمن ترغبن في ذلك؛ لكن هذه الحرية للمرأة المسلمة في البرازيل لم تستغل تماما فما زالت المرأة المسلمة نائمة ضائعة تائهة جاهلة، متجولة في الشوارع والأسواق باحثة في صيحات الموضة العالمية. لم ترق بعد إلى المرأة الفاعلة المثقفة الداعية، الإيجابية في محيطها، وهذا الضعف انعكس سلبا على الأولاد والأسرة المسلمة عموما، فتجد الجيل الثالث لا يستطيع ان ينطق بالشهادة باللغة العربية، فابلأحرى أن يعرف مبادئ دينه وتعاليم نبيه (صلوات الله عليه). ولهذا أجزم في كلامي إذا بقي الوضع في البرازيلوأمريكا اللاتينية على هذا الحال وربما بعد 50 سنة لا تجد أي مسجد يرفع منه الآذان أو يذكر فيه إسم الله تعالى، فذوبان الأبناء في هذه البلاد لا يكاد يصدق ، ولهذا ليس من الغريب أن تجد إسم الراهبات فاطمة وخديجة أو القس محمد وعمر، وعندما تحدثه عن سبب إسمك هذا يقول لك بأن ابي كان مسلما وسماني على هذا الإسم. فهذه هي التحديات الحقيقية التي نتجت عن غياب المرأة المسلمة المربية والداعية إلى الله تعالى، وعليه يجب التفكير جديا من أجل إيجاد كوادر نساية دعوية مؤهلة لتعليم المسلمات الدين الإسلامي الحنيف من صلاة وصيام وزكاة وغير ذلك من الأمور الدينية الأخرى، وهذا يقتضي وجود برامج واضحة ونية صادقة من الذين تصدروا للعمل الإسلامي زوراً وبهتانا في هذه البلاد بتوفير منح دراسية لمجموعة من بناتنا بغية متابعة دراستهن في الجامعات الإسلامية بالدول العربية وعودتهن لتعليم أخواتهن وقيادة العمل الدعوي، أما إلى حد كتابة هذه السطور الأمر لا يبشر بخير فيما يتعلق بتألق المرأة المسلمة في بلاد الاغتراب . ما هو موقع المرأة في مركز الدعوة الاسلامية لأمريكا اللاتينية ، وما هي أبرز الأنشطة التي تخص المرأة وما هي أبرز المشكلات التي تواجهكم في هذا الخصوص؟ مركز الدعوة الإسلامية لأمريكا اللاتينية بالبرازيل لم يغفل في استراتيجيته الدعوية في هذه البلاد عنصر المرأة المسلمة، الذي غيبت كثيرا في بعض الفترات من تاريخ الإسلام، وخاصة في عصور انحطاط الأمة الإسلامية والعربية وسيطرة الفكرالمتحجر؛ الذي يعتبرالمرأة ناقصة عقل ودين ويجب الحجر عليها وغير ذلك من الأفكارالتي تسند إلى الإسلام ظلما وزورا. فمركزنا الإسلامي يحاول جاهدا أن يعيد للمرأة كرامتها وعزتها والعودة بها إلى مكانتها الطبيعية، حتى تتحمل مسؤوليتها في بناء الإنسان والأوطان، جنبا إلى جنب مع شقيقها الرجل ، والحكمة تقول ، وراء كل رجل عظيم إمرأة، وهي نصف المجتع ، والمجتمع لا يتقدم ونصفه مشلول، لهذا تنبهنا لهذا الخلل الذي حصل في مسيرة تاريخ المسلمين وإجحافهم في حق عنصر مهم ولبنة أساسية في بناء المجتمعات البشرية ألا وهو عنصرالمرأة المسلمة..لذا قام المركز بإنشاء معهد عائشة أم المؤمنين لتحفيظ القرآن الكريم للبنات ، كما له مدرسة لتعليم الغة العربية للبنين والبنات، ويقوم بمخيمات شبابية ترفيهية من أجل تلقينهن مبادئ الدين الإسلامي الحنيف ، وقبل 3 سنوات بمدينة ساوباولو عقد مركزنا مؤتمرا للنساء المسلمات في البرازيل حضره ما يزيد عن 150 إمرأة مسلمة ، لكن دائما نقول مازالت الساحة فارغة في هذا المجال، ينبغي المزيد من التفعيل والتخضيط لإيجاد داعيات مسلمات يقمن بواجبهن نحودين الله تعالى.
تعد البرازيل معقل الكاثوليكية على مستوى العالم، وبالتالي إنتشار الانحلال الاخلاقي في البرازيل ، إلى أي مدى يمثل ذلك تحديا للمسلمين والمرأة المسلمة البرازيلية؟ في الحقيقة المرأة المسلمة في بلاد الاغتراب تواجه تحديات خطيرة وأخطرها هو الفساد والانحلال الخلقي ؛ لأن قوى الشر والبلاء تنبهت لما للإخلاق الإسلامية من ضمانة وحصانة ومناعة قوية للمرأة المسلمة تمنعها من الوقوع في المجون والانحراف، المنتشر في كل زاوية من زوايا الدولة، في الشارع في التلفزيون في المجلات في المدارس والمقاهي وغير ذلك، هذه المناظر تشكل قنبلة موقوتة على أخلاق المرأة المسلمة إذا لم تجد محاضن للتربية والتعليم يشحنها بنفحات الإيمان والأخلاق والعفة والطهارة . محاولات الغرب الرامية إلى إبعاد المرأة المسلمة عن مبادئ دينها الحنيف ، ما هو واقع المرأة البرازيلية في هذه المخططات ؟ وهل لديكم برامج مضادة للتصدي لها؟ صحيح فالغرب أحدث نظرية جديدة تزيح الأخلاق الفاضلة من حياة الناس، لتحويلهم إلى قطيع من الأكباش، وبالتالي يسهل التحكم فيهم عن بعد وتوجيههم حيث تشاء القوى الفاسدة العالمية، حتى قال أحد زعماء هذه المدرسة الماجنة "سيجموند فرويد": "إن أمنيتنا وهدفنا هو تنظيم جماعة من الناس يكونون أحراراً جنسياً، كما نريد أناساً لا يخجلون من أعضائهم التناسلية"! وعليه فقد أصبحت حرية الجنس في البرازيل وأكثر دول العالم الغربي أمراً عادياً بين الذكور والإناث!. تعدتها إلى الذكور والذكور (اللواط) والإناث والإناث (السحاق) ؛بل أصبح بعض الشباب في هذه الدول مع الأسف الشديد ينافسون شقيقاتهم وأمهاتهم باستعمال مستحضرات التجميل وإطالة الشعر وحقن أجسادهم بهرمونات أنثوية، تزيل عنهم ما تبقى من علامات الذكورة!. وقد شهدت شوارع العالم في هذه السنوات الأخيرة تظاهرات كبيرة تضم بين جوانحها آلاف مؤلفة من اللوطيين والسحاقيات يطالبون من خلالها حكوماتهم بحقهم في الزواج المثلي وتبني الأولاد، والاعتراف بهم رسمياً... جاءت هذه التحركات الشاذه ليؤكد لنا على أن الدول الغربية فقدت سيطرتها تماما على النواحي الاجتماعية والأخلاقية، التي تحركها الآن إيديولوجية حيوانية لا خلاق لها ولا أخلاق، التي تدفع بشعوب هذه الدول والتي كانت قبل 20 سنة محافظة على أخلاقها متمسكة بأعرافها وتقاليدها نحو الهاوية والموت المحقق بمرض "الأيدز". طبعا وهذه مخططات تستهدف بالأساس المجتمعات المسلمة والمرأة على الخصوص للقضاء على كرامتها وإخراجها من عالم العفة والطهارة إلى عالم الرذيلة، وبالتالي يكونون قد خربوا أهم شركة لصناعة الرجال والقادة ، وفعلا نجحوا في هذا الأمر؛ لذا قد عجزت بطون نساء المسلمات اليوم أن تصنع لنا زعيما وقائدا كعمر عبد العزير رضي الله عنه.
هل مجال الدعوة الاسلامية مقتصر على الرجال فقط أم تشارك المرأة بفاعلية؟ للأسف إلى حد الآن هو مازال بيد الرجال فقط ، لكن هناك بعض المحاولات ليس من المرأة العربية المسلمة ، وإنما من المسلمات الجدد اللاتي اعتنقن الدين الإسلامي في هذه السنين الأخيرة ؛ بحيث تجدهن أكثر حركية وفعالية من المسلمات العربيات؛ لذا برزت على الساحة الدعوية بعض الأسماء كالدكتورة ليلى دسوم في الإكوادور و"سوليداد" و"ماريا"، والأستاذة "فيرونيكا" من البرازيل ، والأرجنتينية "سمية مارتيز" ومن كولومبيا "ناتيرا" و"نورناتيرا " وغيرذلك. كيف ينظر المسلمون البرازيليون بصفة عامة إلى دور المرأة المسلمة ومكانتها في المجتمع ؟ وهل هذه النظرة يحكمها المبادئ الاسلامية أم الأعراف والتقاليد؟ البرازيليون بصفة عامة ينظرون إلى المرأة المسلمة نظرة إعجاب واعتزاز، وخاصة المراة المحجبة التي تلقى التقدير والاحترام ، سواء في الشارع العام أو المرافق التابعة للدولة؛ كالبلديات وغير ذلك من مؤسسات الدولة، وهناك من الخادمات البرازيليات من يفتخرن ويتشرفن بأنهن يشتغلن في بيت مسلم ، وخاصة إذا كانت ربته فعلا مسلمة لها أخلاق إسلامية. أما نظرة المسلمات العربيات تحكمها حساسية وتكبر واستعلاء وعنصرية تجاه بعضهن البعض ، وتزداد سوء حسب القرب والبعد من الضيعة أو بلد المنشأ، وهذه الأجواء السلبية التي تسود نساء المسلمات في البرازيل ، تجد المسلمة الجديدة صعوبة في التأقلم معهن ، مما يدفعها في الأخير إما إلى الانزواء ، أو العودة إلى دينها المسيحي!!. والنسبة القليلة جدا تقاوم هذا المرض وتستمر على طريق الإسلام ؛ ومن أجل هذا أناشد المرأة المسلمة بدول أمريكات اللاتينية أن تحسن من أخلاقها ومعاملتها تجاه المسلمات الجدد وأن تطلق العادات والتقاليد والأعراف البالية التي حملتها من وطنها الأم التي لا تتماشى والهدي النبوي وأخلاق الإسلام وقيمه النبيلة. من خلال تاريخكم الطويل في الدعوة الاسلامية ، إلى أي مدى يتميز الدين الاسلامي في نظرته لمكانة المرأة عن غير من الديانات الأخرى الموجودة في البرازيل؟ . نظرة الإسلام للمرأة لها شأن خاص ، ليس كنظرة بعض الإيديولوجيات الوضعية كالرأسمالية والاشتراكية أو الشيوعية أو البوذيو والهندوسية، لكون المرأة في دين الإسلام الخاتم هي المحور وهي الأساس ؛ بل ومركز الثقل فيها، فهي أم تخرج الأجيال، وتصنع على عينها الأبطال، وتعد النشء ليقوم بدوره المنوط به، وهي بنت تحتاج إلى من يبذر بين جنبيها توحيد خالقها، وإفراده بالتوجه، مع حسن الخلق، وجمال السلوك، والاعتزاز بالدين.. وهي زوجة تشاطر الرجل حياته، وتوطن نفسها لتكون له سكناً، ولخصوصياته موئلاً، ولهمومه مجلياً، وله فيما يشغله من النوازل مشيراً، وله فيما يعجزه أو يشق عليه سنداً.
والمرأة في ذلك كله، أم الرجل التي تدخله الجنة من أعظم أبوابها إن رضيت عنه، ويحرم منها إن لقي ربه بسخطها، والمرأة بنت الرجل التي ألزمه الله تعالى بإعدادها لتمارس دورها، وجعله من أعظم الناس أجراً إن أعطاها حقوقها. إن المكانة العالية، والمرتبة السامية التي منحها الإسلام للمرأة لا يدور في خلد جمهور نساء غير المسلمين أن امرأة على ظهر الأرض تتمتع بها، ولو عرضت على نساء الغرب – اللاتي اتخذتهن بعض المغرورات قدوات لهن – عرضاً حقيقياً كما أنزله الله وشرعه رسوله صلى الله عليه وسلم لما توقفن طرفة عين عن اللحاق بركاب المسلمات، ولكن ياليت بناتنا المسلمات يعلمن ذلك . كلمة أخيرة توجهونها للمرأة المسلمة عبر رسالة أون لاين؟ نصيحتي إليك أيتها المرأة المسلمة لابد ان تعلمي أنك غالية عند الله تعالى وغالية عند الإسلام فلا تبخسي نفسك في متاهات الحياة والانسياق وراء ملذاتها ؛ لأنك ستتعبي نفسك وبالتالي تلغي قيمتك وأهميتك في الوجود ..وافهمي القوامة التي منحها الله لزوجك بمفهومها الشرعي الجميل، ولاتفهميها على أنها ظلم وجور في حقك وإهدار لكرامتك وحرية رأيك. هذه دعاوى شيطانية يريد منها تفتيت وتمزيق بيتك المبني على الحب والاحترام والرأي والمشورة، وعليك بالهدوء الشديد لحظة غضبك لأن هذه اللحظات يجتهد شيطان الإنس والجن للإيقاع بك في شراك حبائل الطلاق الذي هو أبغض عند الله تعالى، ولا تقدمي الشكوى للزوج من الأولاد لحظة عودته من الخارج أو قيامه من النوم أو على الطعام لأن لها آثارا سيئة على الأولاد والوالد... أما إذا كنت داعية فتعرفي على أساليب الدعوة والفقه الدعوي ربما يساعدك على التحرك بسهولة وحكمة في الوسط النسائي حتى تحققي الأهداف المطلوبة والمرجوة... وإياك والعجلة في قضاء أمورك وفي قراراتك الحاسمة ، فإنها من الشيطان والتأني من الرحمن ..أما نصحتي الأخيرة إليك لابد أن تعلمي أنك ملكة الكون ووردة وريحانة بيتك فأشعري زوجك وأولادك بعطر هذه الريحانة منذ لحظة دخوله إلى مملكة بيتك ، فأنت الراعية والحاكمة ، فاحكمي بالعدل ولا تشططي واهدنا وإياك إلى سواء السبيل.