بقلم: محمد العربي المجدوبي لكل شعب على الأرض عادة، تشعره بالسعادة، فهناك شعب يحب و يقدس النساء، و شعب مهووس بالأبراج وما علا من البناء، و شعب يحب تراقص المراكب في الميناء، وشعب يحب العطور والموضة و الأزياء، و شعب يحب مصارعة الثيران والتراشق بالطماطم في الأحياء، وشعب يحب صناعة المكوك لغزو الفضاء و شعب يجل البقر و يراه كآلهة من ذهب ويكل لها الثناء، و شعب يحب الفلكلور و الغناء ، كل هاته الشعوب تظهر عليها معالم الثراء ، و تحلم أن تبلغ يوما عنان السماء ، بفضل حكوماتها التي تسهر بعناء، من أجل سعادة مواطنيها كي يتمتعوا بروح يملأها الصفاء، و حتى يتمكن عرقها من البقاء، و الاستمرار في العطاء.. وعلى غرار كل الشعوب، نحن شعب له ألف عادة بفضل حكومة البلادة، التي أقنعتنا أن الربح لا يأتيك إلا في أحلامك على الوسادة،أو عندما تغفوا على أريكة أو سجادة ، إنها الحقيقة المرة يا سادة، لدينا حكومة تعشق الزيادة ، فقد قررت أن لا تتخلى عن موظفيها لأن حبها لهم حب فوق العادة ،أما عن سائر المواطنين من الضعفاء و المساكين، فحفاظا على صحتهم أجمعين، قررت رفع الدعم عن السكر الغاز و البنزين، كي لا نضطر لغرز خاصرتنا بحقن الأنسولين، وحتى لا تراودنا بحرق أنفسنا وسوسات الشياطين.. لكنها حرصا منها على نفسيتنا ،فقد أقامت فينا مهرجان موازين، و حشدت الناس في الساحات و الميادين ، و جلبت لذلك أشهر الفنانين، لنرقص معهم كما ترقص الطيور المذبوحة من الألم و الأنين، كما ستسهر على نقل تلك المشاهد على التلفاز ليراها الملايين، و هذا ما لا يرضاه رب العالمين.. لكن في نفس الآن ، يشارك العديد منا الزعيم و حكومته في شيزوفرينيتهم ،فعندما نرى فنانة تسابق الناس بانفها الطويل، فهذا ليس بالأمر الجميل،و عندما نرى قائدا يراود امرأة عن نفسها، و آخر يصادر قوت عيالها، و عادات أخرى لا يسعنا ذكرها، فإننا فعلا إمام شعب بألف عادة ، يستحق ألإبادة، لأنه يقدس الجنس و البلادة، و السطوة و السيادة…