نظمت اليوم الخميس ببيت الصحافة بطنجة، إحتفالية أدبية خاصة بالمسار الأدبي الزاخر لمؤرخ المملكة والناطق الرسمي بإسم القصر الملكي عبد الحق المريني، بحضور شخصيات علمية وفكرية وسياسية وأكاديمية وإعلامية. وإستعرض المتدخلون بإسهاب خلال هذه المناسبة، أهم المحطات الوطنية والفكرية التي أثرت في المسار الأدبي لعبد الحق المريني وحضوره الأدبي والإبداعي المتنوع وإهتماماته المعرفية وسيرته الإنسانية وحدسه الفكري الناضج. وبعد أن أجمعت مختلف الشهادات المقدمة في حق المحتفى به على أن المريني بشخصيته الموسوعية ومعارفه الكثيرة وحضوره الفكري المتنوع، يعد مفردا في صيغة الجمع، أبرزت أن المريني يعد أيضا ذاكرة حية لتاريخ المغرب الحديث بكتاباته التي تناولت مختلف مناحي الحياة، ولامست قضايا المجتمع بمختلف تجلياتها وقضايا المرأة والجهاد المغربي ضد فكر الإستيلاب وضد الإستعمار وتاريخ ملوك الدولة العلوية والتقاليد المغربية وخصوصياتها. وأوضحت الشهادات أن كتابات عبد الحق المريني، بالإضافة إلى أنها إستنطقت تاريخ المغرب بمحطاته الوضاءة ورجالاته الأفذاذ، جاءت شاملة وجامعة وغنية تعكس أصالة الرجل وعمقه الفكري وشخصيته المتعددة الأبعاد، مما أهله بأن يكون، بحق، رمزا شامخا من رموز النبوغ المغربي الحديث البارزين ورمزا من رموز الكتاب المغاربة المتألقين، الذين تحملوا عبء الكتابة بنبلها وعمقها ودلالتها وتفردوا بعشقهم العميق للوطن والوطنية الصادقة. وبخصوص شخصية عبد الحق المريني، أجمع المتدخلون كذلك على أنه بقدر ما تميز المحتفى به بروح الاخلاص للوطن والنهل الدائم من المعرفة والإقدام المسترسل على الإنتاج والتأليف رغم انشغالاته المهنية الكثيرة ومهامه الجسام، فإنه تميز بهدوئه ورصانته ودعمه لكل من ينشد العلم والمعرفة برؤية تفاعلية بين الماضي والحاضر. كما تتميز شخصية المحتفى به، حسب الشهادات المقدمة في حقه من طرف رجال الأدب والفكر والإعلام، برزانة رجل الدولة وبساطة المربي المحنك وجدية ورصانة العارفين بخبايا الأمور وتواضع العلماء وبساطة الزهاد وجدية وحزم ذوي السلوك المهني الرفيع ،إضافة إلى سمة التعفف وحفظ المقامات والحكمة في أوقات الشدة والتريث والتبصر والإنضباط والهوس بالقراءة والدقة في المواعيد الشخصية والمهنية. وخلصت الشهادات إلى أنه يمكن إختزال شخصية عبد الحق المريني في كونه الرجل الذي إجتمع فيه ما تفرق في غيره وجمع بين العلم والفكر والمهام الكبيرة والمواطنة الحقة والتشبث بالهوية الاصيلة والمنفتحة . وفي كلمة بالمناسبة، أعرب عبد الحق المريني عن إمتنانه وشكره لمن ساهم في هذا التكريم للإحتفاء بتجربته الأدبية والتاريخية والفكرية والعلمية، مبرزا أن ما أنتجه من إبداع فكري متنوع ما هو إلا نقطة في بحر زاخر من الفكر المغربي المعطاء ومساهمته في نشر المعرفة وإفادة المتعطشين لمعرفة خبايا تاريخ المغرب ومحاولة الجمع بين الأدب والتاريخ بتداخلهما وتكاملهما.