إبتهجت مدينة طنجة في الأسابيع الأخيرة على وقع مبادرات تزيين الأحياء وتجميلها، من طرف أبناء المدينة دون تدخل لأي طرف من المجتمع المدني أو الحكومة، وهي المبادرات التي مثلت إعجاب المغاربة والعرب أجمع. سبقت مبادرة تزيين الأحياء مبادرة تزيين الأقسام من طرف ثلة من أساتذة شفشاون الذي فاجأوا تلامذتهم بألوان ورسومات ذات طابع تربوي تعليمي في أقسامهم. إن الجمال لهو من القيم الحميدة التي دعا إليها ديننا الإسلام، و يجب أن يرتبط الجمال بمختلف جوانب حياتنا، فالأشياء الجميلة لطالما كانت حافزا لنتائج أجود وأنجع، فالتلميذ الذي يدرس في قسم جميل، ليس كمن يدرس في محيط متسخ أسود، والتحصيل الدراسي بين الأول وذاك فرقه واضح وشاسع، والعامل الذي يشتغل في ورشة جميلة ليس كمن يشتغل في ورشة بمواصفات رديئة، وهكذا دواليك. والمنتظر من ساكنة طنجة الاستمرار و التفاني في إبداعاتها كي تشمل جميع جوانب الحياة بالمدينة، حتى تكون النتائج جيدة على جميع المستويات، كما أن "مبادرة الجمال" التي انطلقت شراراها من طنجة، من الجيد أن تسير ألسنتها لتمس كل مدن المغرب، ومن ثم مدن العالم الإسلامي، فالجمال كما ذكرت، لعو من صميم ثقافتنا الإسلامية. إننا نطمح أن نرى مجتمعنا مزاحما لمجتمعات العالم الثالث، و لا يتأتى ذلك إلا بالاتحاد و التعاون، حتى نصنع الأفضل والأجمل.