عرفت مدينة تطوان الواقعة بالقرب من ساحل البحر الأبيض المتوسط، بطابعها الأندلسي معمارا وفنا، كما تتميز مديتة الحمامة البيضاء بقدرتها الحفاظ على الحضارة الأندلسية الأمازيغية بين طيات أحيائها. تاريخ تطوان ضارب في القدم، ففي غرب موضع المدينة الحالي وجدت مدينة امازيغية تسمى بتمودة حيث عثر على حفريات وآثار لهذه المدينة التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد. دمرت تمودة حوالي عام 40م على إثر ثورة إيديمون، واقيم حصن روماني ما زالت اسواره ظاهرة إلى الآن. و حسب مؤرخين فإن تطوان أو تطاون (بكسر التاء) هو اسم امازيغي و موجود ويعني العين أو العيون حسب المراجع منذ القرن الحادي عشر الميلادي. في أوائل القرن الرابع عشر وتحديدا عام1307م، أعاد الملك الامازيغي ثابت المريني بناء المدينة كقلعة محصنة يقال أن هدفه كان الانطلاق منها لتحرير مدينة سبتة. يبدأ تاريخ المدينة الحديث منذ أواخر القرن الخامس عشر، عند سقوط غرناطة سنة 1492م على يد ملك الكاثوليك فردناندو إيزابيل، أي منذ أن بناها الغرناطيسيدي علي المنظري، وهو اسم أصبح رمزا ملازما لمدينة تطوان، خرج آلاف من الامازيغ وكذلك اليهود من الأندلس ليستقروا في شمال المغرب عموما وعلى أنقاض مدينة تطوان، فعرفت هذه المدينة مرحلة مزدهرة من الإعمار والنمو في شتى الميادين فأصبحت مركزا لاستقبال الحضارة الأندلسية. تطوان ال0ن مدينة تتسم بالهدوء، و لا تعرف كمثيلاتها من المدن المغربية الكبرى انتعاشا اقتصاديا أو صناعيا أو سياسيا قويا، مما يحيلها على خطر السقوط في حفرة الركود و الجمود.