بقلم: يوسف الوهابي العلمي عاد الهاجس الأمني ليبرز و يسطع بعد انتشار القتل و السرقة في أحياء مختلفة و أماكنة متفرقة من مدينة طنجة, ولا حديث هذه الأيام سوى عن عدد الضحايا والمجرمين وتكرار اللصوصية واستهداف الأبرياء, الأمر الذي جعل المواطنين في حالة رعب وفزع واستنفار مستمر. وهذا الوضع يعيدنا إلى ما قبل شهر رمضان من هذه السنة, حيث عاشت المدينة انتشار الجريمة في كل الأحياء إلى أن تجرأ أحد المجرمين بدهس رجل أمن في مشهد غاية في الوحشية و الإجرام. الأمر الذي دفع المواطنين للمطالبة بتوفير الأمن واستنكار هذا الوضع المخيف بمدينة تعرف نهضة عمرانية تحت مشروع "طنجة الكبرى". لكن إذا عدنا إلى التحليل النفسي والإجتماعي لظاهرة العنف المتكررة في المدينة بين الفينة و الأخرى, سنجد أن معظم المجرمين يعيشون احتقانا اجتماعيا وتشابها في الأوضاع الإجتماعية والنفسية من انقطاع عن الدراسة و لإدمان والبطالة والفراغ ونظرة لمستقبل مجهول و نظرة سيئة عن المجتمع وقد يكون أحيانا الظلم والإضطهاد وغيره من التهميش الذي يعيشه الكثير من أبناء المدينة. فكل هذه العوامل تسبب احتقان وردة فعل عنيفة, كما تؤدي إلى نتائج سلبية حيث تخرج الإنسان من طبيعته المسالمة إلى واقع العنف والإجرام. فرغم صرامة رجال الأمن إلا أن الحل الأمني يبقى حلا ترقيعيا و علاجا مؤقتا في غياب الإدماج و إعادة الهيكلة, وفي بعض الحالات قد يتحول الحل الأمني إلى سيف ذو حدين و يزيد الطين بلة. وفي ظل عدم وجود حلول للشباب قد يطول هذا الوضع الذي حول مدينة طنجة من مدينة سياحية و ثقافية هادئة إلى مدينة الخوف والرعب المستمر. وفي الختام نتمنى أن تكون نظرتنا المتشائمة خاطئة وتكون طنجة مركزا للسلم و السلام و الأمن و الأمان.