بقلم: الكوتش حسن عيلاج * كل الطلبة يدرسون وينجزون فروضهم المنزلية في أوقات مختلفة من اليوم، البعض يختار الوقت لذلك وآخر لا يكترث وآخرين لا يدرسون إلا مضطرين في الوقت المستقطع بالتعبير الكروي أو في آخر لحظة قبل الامتحان! فما هو الوقت المناسب يا ترى للدراسة الفعالة؟ لا بد أن اختلاف عاداتنا اليومية وشخصياتنا ستنعكس على الأوقات التي سنختارها للدراسة والمذاكرة، فالبعض يختار الساعات الأولى من اليوم والتي ينصح بها الكثيرون حيث يكون الدماغ في أعلى جهوزية لاستقبال المعلومات بعد ليلة مريحة ونوم كافي، والبعض الآخر ينتظر لينتصف النهار حيث يكون قد طرد الخمول الصباحي وقام ببعض الأنشطة التي فتحت شهيته على التعلم. أما آخرين والذين ربما بعضهم يعتبر من الشاعريين يفضلون المساء حيث الهدوء والسكون وانحصار المقاطعات والإزعاجات وهؤلاء أنصحهم بالتوقف عند الإحساس بالنعاس والتعب مباشرة بعد أن يشير إليك دماغك بذلك ولا تحاول إنعاشه بالمنبهات من قهوة وشاي فكل تلك الساعات التي ستقضيها في الدراسة مع التعب ستستيقظ ولن تتذكر منها شيئا وتكون تضييعا للوقت وإنهاكا للجسد. فما هي الفئة من هؤلاء الثلاثة التي تدرس في أحسن وقت؟ الجواب هو أنك على صواب في أي فئة كنت والمطلوب فقط الالتزام بالنصائح، فنصيحتي للفئة الأولى أن يبدأ يومه بفطور متوازن قبل أي شيء فدماغه سيحتاج للطاقة لإنجاز المهام وحتى لا ننسى فالدماغ يبيت مشتغلا وقد أحرق نسبة كبيرة من الطاقة ويحتاج المزيد. بالنسبة للفئة الثانية إن كان يبدأ بعد وجبة الغداء فلا يتخم في الأكل فيميل جسمك لطلب النوم والراحة ويفقد نشاطه ويذهب معظم الدم الذي سيحتاجه الدماغ إلى المعدة لتزويدها بالطاقة لهضم ما أنزلته بها. وللفئة الثالثة والأخيرة أنصحها أن تبدأ باكرا ما أمكن فالساعة البيولوجية للدماغ تميز بين الليل والنهار ويبدأ الدماغ في الاستعداد للراحة مع تأخر الليل مما يمكن أن يؤثر على الاستيعاب والتخزين ولهذه الفئة أيضا أن تستعين بالقيلولة لإعادة الشحن بالطاقة بعد يوم طويل. بالتالي أقول إن أفضل الدارسين هم من يستطيعون الدراسة في كل هاته الأوقات حسب احتياجاتهم وخصوصا في فترات الامتحانات التي تتطلب إعدادا مكثفا وبرنامجا ممتلئا وكل هذا يتأتى بالتدريب طبعا، ولا تنسوا احترام فترات الراحة لتجديد الانتباه والتركيز ولتكن 10 دقائق راحة بعد ساعة كاملة من المذاكرة. * مدرب معتمد في التفوق وتطوير الأداء الدراسي تابعوا المزيد من خطوات تطوير الأداء الدراسي في المقالات المقبلة.