انطلقت أمس الخميس بالعرائش فعاليات المهرجان الوطني الأول للفواكه الحمراء الصغيرة بحضور وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، وعامل إقليمالعرائش مصطفى النوحي. ويأتي المهرجان الوطني للفواكه الحمراء الصغيرة، الذي ينظم تحت شعار "تثمين الفواكه الحمراء الصغيرة في إطار مخطط المغرب الأخضر رافعة للتنمية الفلاحية"، في إطار تفعيل مضامين المخطط الجهوي الفلاحي لجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، بخصوص تنمية السلاسل الفلاحية ذات القيمة المضافة العالية ولاسيما الفواكه الحمراء الصغيرة وإبراز المؤهلات التي يزخر بها إقليمالعرائش. وأشار أخنوش في تصريح صحفي إلى أن قطاع الفواكه الحمراء الصغيرة (الفراولة والتوت الأزرق والتوت العليق) عرف تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة، لافتا إلى أن مساحة زراعة الفواكه الحمراء تجاوزت 8.900 هكتار خلال الموسم الفلاحي 2015-2016 حيث بلغ الإنتاج 268 ألف طن ، ويرتكز أكثر من نصف الانتاج في حوض اللوكوس. وأضاف أن هذا القطاع، الذي يلعب دورا اجتماعيا واقتصاديا مهما، يعرف دينامية عالية في مجال التصدير بسبب الطلب القوي من طرف الدول الأوروبية على وجه الخصوص، مشيرا إلى أن إقليمالعرائش يضم أكبر منطقة إنتاج الفواكه الحمراء الصغيرة حيث تقدر المساحات المزروعة بمنطقة اللوكوس ب 4.000 هكتار منها 2.800 هكتار من فاكهة الفراولة (توت الأرض) و800 هكتار من التوت الأزرق و400 هكتار من فاكهة توت العليق، ويبلغ إنتاج الفاكهة الحمراء بمنطقة اللوكوس 130 ألف طن سنويا. ويشهد قطاع الفواكه الحمراء تنمية مستمرة بشمال المغرب، ويعود هذا التطور الملحوظ بالأساس إلى تواجد بنيات تصديرية مهمة وقرب المنطقة من أوروبا ووجود أراضي خصبة ووفرة المياه وكفاءة اليد العاملة. كما أن ما يميز هذا القطاع كونه منظم بشكل جيد ويتم تأطيره عبر جمعيتين هما الجمعية المغربية لمنتجي الفواكه الحمراء والجمعية المغربية لموضبي ومصدري الفواكه الحمراء، تحت إشراف المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي باللوكوس، حيث يسهرون على تأهيل المقاولات الفلاحية، ونشر معلومات حول السوق، وتحسين المستوى التقني والتنظيمي للمقاولات الفلاحية، والمشاركة في تكوين الفلاحين ومهنيي الصناعات الفلاحية. ويشكل هذا القطاع ركيزة للتنمية الفلاحية الحديثة في المنطقة مع وجود آفاق لتعزيز المكتسبات وتطوير وتعزيز القطاع سواء في مجال تنويع الإنتاج والرفع من مساحات التوت الأزرق والتوت العليق أو في مجال تثمين المنتوج بالتجميد أو التعبئة أو التغليف. ويطمح مهرجان الفواكه الحمراء الصغيرة، الذي تنظمه وزارة الفلاحة والصيد البحري وعمالة إقليمالعرائش، بشراكة مع الغرفة الجهوية للفلاحة بجهة طنجة- تطوان- الحسيمة ومجلس إقليم للعرائش وبلدية العرائش، بتعاون مع مهنيي قطاع الفواكه الحمراء بحوض اللوكوس، إلى أن يصبح حدثا أساسيا لمهنيي هذه السلسلة داخل المعارض الفلاحية التي تنظم على المستويين الوطني والدولي، ومنصة لتعزيز الاستثمار وتطوير الشراكة، وفرصة حقيقية للانفتاح والتواصل حول التكنولوجيات الجديدة في هذا المجال. ويروم المهرجان في نسخته الأولى خلق فضاء لتعزيز الاستثمارات في سلسلة الفواكه الحمراء الصغيرة ، وتبادل التجارب والخبرات بين مختلف الفاعلين في سلسلة الفواكه الحمراء الصغيرة، وتنمية اتفاقيات الشراكة والتعاون بين المنتجين والممولين والمصدرين والزبناء الخارجيين، والتعريف بالفواكه الحمراء الصغيرة وكذا التقنيات الجديدة للرفع من الانتاجية وجودة الفواكه الحمراء الصغيرة الطرية والمحولة، وإبراز محاور التدخلات وذلك لدعم تنمية وتطوير سلسلة الفواكه الحمراء الصغيرة. وينقسم المعرض، الذي يقام على مساحة 6.000 متر مربع منها 4.650 مغطاة، إلى قطب مخصص لمنتجي الفواكه الحمراء الصغيرة وللشركات المختصة في الصناعات الغذائية وكذا لعرض المنتوجات المجالية لفائدة 80 تنظيما مهنيا فلاحيا يمثلون مختلف جهات المملكة، بالإضافة إلى فضاء مؤسساتي، وقطب يهم فضاء مخصصا للشركات الفلاحية، وفضاء خاصا بالمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية. وتعرف هذه التظاهرة مشاركة عدة شركات فلاحية مختصة لعرض أحدث التقنيات المستعملة في سلسلة الفواكه الحمراء الصغيرة، وكذا شركات النقل والمشاتل بالإضافة إلى 80 تنظيما مهنيا فلاحيا يمثلون مختلف جهات المملكة. وتجري على هامش أشغال هذا المهرجان، الذي تستمر فعالياته إلى غاية 19 مارس الجاري، عدة ندوات علمية وموائد مستديرة لفائدة المهنيين والفلاحين المهتمين بسلسلة الفواكه الحمراء الصغيرة حيت ينكب المشاركون على دراسة استراتيجية تنمية هذه السلسلة، كما يتم تنظيم زيارات ميدانية لضيعات نموذجية مختصة في إنتاج التوت الأزرق وتوت العليق، بالإضافة إلى تنظيم حفلات فنية تحييها بعض الفرق الفنية المحلية والوطنية.