بقلم: عمر شقور * مسكتُ "الريموت كنترول " والمعروف عندنا نحن المغاربة ب " تيليكوموند" وبدأت أتنقل بين القنوات افتتحتُ بالوطنية حيث كان بث مهرجان غنائي, مغنيين أجانب يقولون كلاما مبهما والناس تصفق وتهلل, وتعلو الأصوات الحناجر فرحا بالحال والأحوال, انتقلتُ إلى القناة الأخرى فوجدت لوحات إشهارية غريبة وكأننا في بلد آخر لا يمت للمغرب بصلة, "حتى علاقة مع الواقع" ثم بعد الفاصل الإشهاري, أذاعت القناة على المشاهد المغربي مجموعة من الأغاني تتحدث بلغة "الزنقة " لا كلام ، لاصورة … الترويج للتفاهة ولا شيء غير التفاهة ؟؟ كلام صراحة يوضح السطحية التى تنجح مقابل القيم والمبادئ، وهنا نطرح السؤال : هل أصبح الغناء هو حلم كل شاب وشابة ؟ هل أصبحت القدوة الحسنة هي شخصية تغني فقط ؟ ضغطتُ الزر لأنتقل إلى قناة مغربية أخرى فوجدتها تعرض لأحداث مسلسل مغربي لا تملك إلاّ سواه وحلقاته تجاوزت المائة في جزئه الثاني …؟؟ حقيقة قنواتنا عقيمة ولا علاقة لهم بالواقع, فحتى نشرات الأخبار نجد رمز قناة فوق قناة يعني "كوبي كولي". لا يُتعبون أنفسهم حتى في تقديم الجديد للمشاهد المغربي, فحتى البرامج المعروضة برامج مستهلكة وجافة الشكل والمضمون ,ما الذي سيفيد المواطن المغربي وخاصة ذلك الطفل الصغير الذي يتأثر بكل شيء يشاهده من برامج تتكلم عن أخطر المجرمين, أو برامج تفضح أسرار الناس وتقوم بالتشهير بمشاكلهم العائلية فيصبحون حديث كل لسان والمشاركون في غفلة أو إقتناع الله أعلم. أو برنامج الزواج الذي يبين للمشاهدين فكاهة بكل معنى الكلمة, ألعاب للعرسان الجدد, بالونات في الهواء وحيوانات وأشياء أخرى "واش ملعبوش في صغرهم", إضافة إلى إرسال صورة سلبية وغير أخلاقية بالمرّة إلى الشباب الصاعد, عبر الترويج لتبادل الأحضان بين الزوجين بكل وقاحة وكأن الأمر عادي, الشيء الذي لا يمت بصلة إلى ديننا وتقاليد المجتمع الذي يجمعنا ؟؟ وما زاد الطينة بلة هو تلك القناة التي ننتظر منها أن تنقل لنا مقابلات في كرة القدم على إعتبار أنها قناة متخصصة في الرياضة وهي "ما رياضية ما والو"…..قناة تستيقظ حتى الظهر, وتنام في وسط الليل, يعني تعمل 12 ساعة فقط, ومع ذلك لا تجد القناة ما تقدمه للمشاهد سوى برامج أكل عليها الدهر وشرب, وتُطبق بالحرف مقولة "الإعادة فيها إفادة", أخبارها الرياضية تقتصر على الصور فقط دون فيديو, وكأنك تشاهد ألبوم للصور…؟؟ أما عن الأحداث الرياضية التي تدور حول العالم …."التيليكوموند" في يدك تعرف إلى أين تذهب …؟ فحتى مقابلات الأندية الوطنية نبحث عنها في القنوات الأخرى, وكم تعجّبتُ عند نقل بعض المقابلات من الدوري المغربي لطريقة تحليل وتغطية المقابلة, فكما هو معروف في القنوات المختصة في الرياضة يكون هناك تحليل ما قبل المقابلة ثم ما بين الشوطين، بعد ذلك تحليل نهائي لمجريات اللقاء, أما عندنا العكس هناك تقديم للمقابلة بداية ثم يقول لك مقدم البرنامج فرجة ممتعة…؟ يعني حلل وناقش المقابلة مع الأسرة الكريمة في منزلك ؟؟ لقد ارتفع النفور الشعبي من القنوات المغربية بسبب ضعف المنتوج المقدم، والذي لا يلبي طموح ورغبة المشاهد المغربي، مقابل ظهور قنوات عربية أخذت مكانة مهمة على الساحة العربية وأصبحت مرجعا لكل الأخبار نظرا لتغطيتها لأحداث الساعة باستمرار سواء الرياضية منها أو السياسية, وكذلك لإثارتها قضايا مهمة تهم الرأي العام الوطني أيضا, لذا فحالة النفور والسخط هذه هي حالة صحية وطبيعية في ظل وجود بدائل متاحة ,ومنها أيضا شبكات التواصل الاجتماعي التي تعتبر منابع مهمة تزودك بالخبر بالصوت والصورة وبالتفاصيل أيضا ؟ الحاصول الله يجعل البركة في "تيليكوموند" * فاعل جمعوي