مسكتُ الريموت كنترول والمعروف عندنا نحن المغاربة ب " تيليكوموند" وبدأت أتنقل بين القنوات افتتحتُ بالوطنية حيث كان بث مهرجان "موازين" ,مغنيين أجانب يقولون كلاما مبهما والناس تصفق وتهلل, وتعلو الأصوات الحناجر فرحا بالحال والأحوال,انتقلتُ الى القناة الثانية فوجدت لوحات اشهارية غريبة وكأننا في بلد اخر لا يمت للمغرب بصلة, "حتى علاقة مع الواقع" ثم بعد الفاصل الاشهاري,أذاعت القناة على مسامعي أغنية ل "فنان" يغني بلغة الشارع ...انت باغية واحد... تلعبي عليه العشرة أو التسعة.....يعني إما يلعب الوسط أو الهجوم ؟؟ كلام صراحة يوضح السطحية التى تنجح وباكتساح على القيم والمبادئ,هل أصبح الغناء هو حلم كل شاب وشابة " القضية فيها لعاقة ". ضغطتُ الزر لأنتقل الى قناة مغربية أخرى فوجدتها تعرض لأحداث مسلسل مغربي لا تملك إلاّ سواه ....؟؟ حقيقة قنواتنا عقيمة و لا علاقة لهم بالواقع, فحتى نشرات الأخبار نجد رمز قناة فوق قناة يعني "كوبي كولي" .لا يُتعبون نفسهم حتى اعطاء المشاهد المغربي خبرا في المستوى يليق باسم البلد, فحتى البرامج المعروضة عقيمة الشكل والمضمون ,ما الذي سيفيد المواطن المغربي من برامج تتكلم عن أخطر المجرمين,أو الخيط الأبيض,أو برنامج الزواج على طريقة للالة العروسة الذي يبين للمشاهدين فكاهة بكل معنى الكلمة, ألعاب للعرسان الجدد,بالونات في الهواء وحيوانات واشياء أخرى "واش ملعبوش فصغرهوم" ,إضافة الى ارسال صورة سلبية وغير أخلاقية بالمرّة الى الشباب الصاعد,عبر الترويج لتبادل الأحضان بين الزوجين بكل وقاحة وكأن الأمر عادي ,الشيء الذي لا يمت بصلة الى ديننا وأعرافنا وتقاليد المجتمع الذي يجمعنا " عيب وعار وحشومة "...؟؟ وما زاد الطينة بلة هو تلك القناة المسمى بالرياضية وهي "ما رياضية ما والو".....قناة تستيقظ حتى الظهر, وتنام في وسط الليل ,يعني تعمل 12 ساعة فقط,ومع ذلك لا تجد القناة ما تقدمه للمشاهد سوى برامج أكل عليها الدهر وشرب, وتُطبق بالحرف مقولة "الإعادة فيها إفادة" ,أخبارها تقتصر على الصور فقط دون فيديو ,وكأنك تشاهد ألبوم للصور...؟؟ أما عن الأحداث الرياضية التي تدور حول العالم ...."التيليكوموند" في يدك تعرف إلى أين تذهب ...؟ فحتى مقابلات الاندية الوطنية نبحث عنها في القنوات الأخرى, وكم تعجّبتُ عند نقل بعض المقابلات من الدوري المغربي لطريقة تحليل وتغطية المقابلة ,فكما هو معروف في القنوات المختصة في الرياضة يكون هناك تحليل ما قبل المقابلة ثم مابين الشوطين بعد ذلك تحليل نهائي لمجريات اللقاء, أما عندنا العكس هناك تقديم للمقابلة بداية ثم يقول لك مقدم البرنامج فرجة ممتعة...؟ يعني حلل وناقش المقابلة مع الأسرة في منزلك ؟؟ لقد ارتفع النفور الشعبي من الإعلام العمومي بسبب تردي وتراجع جودة الخدمة الإعلامية مقابل ظهور قنوات عربية أخذت مكانة مهمة على الساحة العربية وأصبحتْ مرجعا لكل الأخبار نظرا لتغطيتها لأحداث الساعة باستمرار سواء الرياضية منها أو السياسية,وكذلك لإثارتها قضايا ساخنة تهم الرأي العام الوطني أيضا, لذا فحالة النفور والسخط هذه حالة صحية وطبيعية في ظل وجود بدائل متاحة,ومنها أيضا شبكات التواصل الاجتماعي التي تعتبر منابع مهمة تزودك بالخبر بالصوت والصورة وبالتفاصيل أيضا ؟. الحاصول الله يجعل البركة في "تيليكوموند".