احتضنت مدينة بروكسل مساء يوم الجمعة المنصرم أمسية فنية بمناسبة السنة الأمازيغية الجديدة 2967 التي تصادف ال 13 من شهر يناير من كل سنة. ويندرج هذا الحفل، الذي نظم بمبادرة من جمعية (ماربيل)، وحضرته مجموعة من الفعاليات المحلية البلجيكية وأفراد من الجالية المغربية، في إطار سعي أفراد الجالية المغربية على تأكيد تشبثها بالثقافة الأمازيغية التي تشكل إحدى روافد الهوية المغربية المتعددة والمتنوعة. وبعد كلمة ترحيبية لرئيس جمعية (ماربيل) محمد الحموتي، تناول الكلمة سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ محمد عامر الكلمة أكد فيها على أن الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة مناسبة لإبراز الثقافة الأمازيغية ومساهمتها في بناء صرح المغرب الحديث والحفاظ على وحدته. وأبرز أن الأمازيغية تراث وطني ملك لجميع المغاربة مهما اختلفت دياناتهم وانتماءاتهم الجغرافية، مشددا على أن التنوع الحضاري الذي يتفرد به المغرب ساهم في إغناء هويته الوطنية. وشدد على أن تاريخ المغرب كان دائما نموذجا للتعايش الديني والعرقي، وأن المغاربة، بتنوع روافدهم الثقافية والحضارية، كانوا دائما متشبثين بالثوابت الوطنية، مضيفا أن هذه الوحدة هي التي مكنت وستمكن المغرب من مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية. من جانبها، قالت فرونسواز تشيبمانز عمدة بلدية موبنبيك سان جان إن الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة مناسبة لتأكيد التشبث بهذا الرافد الحضاري العريق وقدرته على الاندماج في ثقافات أخرى. وتميز هذا الحفل بمشاركة الفنانة الأمازيغية القديرة فاطمة تيحيحيت بالإضافة إلى مجموعتي إمتالا ونجوم آشتوكن والفكاهي مراد ميموني. كما تم تقديم مجموعة من الاطباق التقليدية الأمازيغية من شمال وجنوب المغرب، تعكس غنى وتنوع فن الطبخ الأمازيغي. وتم خلال الحفل أيضا تكريم ثلاثة آباء لمساهمتهم في نجاح أبنائهم واندماجهم في بلاد المهجر. ويعكس الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة العمق التاريخي للمجتمع المغربي وتنوعه الثقافي وكذا تشبث الانسان المغربي بأرضه منذ القدم. ورغم الاختلاف في طريقة الاحتفال بهذه المناسبة فإن المغاربة، على غرار مناطق أخرى من شمال افريقيا، يؤكدون على أهمية الاحتفاء بقدوم السنة الامازيغية الجديدة من أجل الحفاظ على الموروث الثقافي الأمازيغي وبالتالي ضمان نقله من جيل إلى آخر.