بقلم: مصطفى منيغ رَأَوْا منهم العجب ، فأصبحوا في تقليدهم الأقرب فالأقرب ، إلى أن صاروا في نهب خيرات الشعوب كالأحباب، يتقنون فيما بينهم من لغة "الضاد"فقط تصريف فعل غَطَّى يُغَطِّي والحارس الحامل مسؤولية الأمين لا محل له من الإعراب ، منتقلين لمرحلة الدفاع عن تكشف عورتهم بما يُشتَرَى به في ميدان السياسة الرسمية اللاعب والملاعب، بالورق الأخضر، والسائل الأحمر، والسهر مع ذوات الشعر الأشقر، مَن عيونهن بلون الغُبار في النهار بقرط الحاجة والفقر، خُضْرُ لدى اللقاء المنكر، لحظات قذف الضمائر خارج أي اعتبار، عن تشارك مخزي امتزج فيه الخليج البعيد بالمحيط القريب، مادام الفساد واحد، وراعيه في الساحة العربية عنيد، عاشق مجانية الصيد، قلبه ينبض بمجون الطاغي السيد المستبد، وبصره عن وَهْمِ طائش خلف الخلود، وبصيرته محشوة بِنَهَم أن يسود، ولأصله كانسان لا يعود، قطعة أرض بآلاف الأمتار يبتاعها بأبخس الأثمنة هنا، وعمارة يشيدها بتبييض الأموال هناك، وبينهما وأخريات بالعشرات، مرصعات بالتجاوزات، وصولا لمص رحيق التمور العراقية والفواكه الجافة السعودية بما فيها الزبيب، وكل مساء عرس جديد على الشطئان المغربية محروس بمشاعل محمولة ممن يترنحن على نغمات رنين الفضة والذهب المعادة لنفس الجيوب، حالما تنتهي شهرزاد من الرقص حافية القدمين الملحقة في الغد لتلك المحطة المعروفة عن طريق التهريب، و أجزاء من الشعوب العربية أغلب العيون فيها لا تفارق التلفاز للتفرج على أشلاء السوريين والعراقيين واليمنيين والليبيين تتطاير حيال عربدة الطيران الروسي، أو ضربات سرب تحالف أتي به الزمن الرديء العربي لقتل أطفال ونساء وكهول اليمنيين الشرفاء الفضلاء الأبرياء، ولسان حالهم يردد لا نريد أن نكون مثل هؤلاء تحترق أوصالهم بأبشع وسيلة وأفظع أسلوب. بعض مسؤولي القوم منشغلون بالسرقة الموصوفة عن سبق إصرار وترصد، وبعض أجزاء الشعوب العربية تتفرج، سارقها الضياع، ومخدرها انعدام الشغل، وضاغط على حناجرها الخوف من نفس المصير بوعي مقلوب، مصدره خواء الجيوب، ودافعه التسكع بين الدروب، إما للتسول، أو البحث بالتجوال الطويل عن أنجع الحلول، العودة لنفس البيوت حيث الفاقة تؤثث زواياها، والروتين يفتت صبر سكانها، والدموع تغسل خدود صبيانها، والحيرة تجرح أنوثة نسائها، أو الاستمرار يرافقه الصمت والرضوخ لما هو عار إلى أن تُدمر ذاتيا تلك الدار، الحاجبة عن العامة ما يُرتكب داخلها من جرائم لا تُغتفر، في حق الرجال الأخيار، والنساء الحرائر المبتليات بأشقى انتظار، عسى تذوب كل الأخطار، الموجهة عن قصد للعرب كأقطار، وآخرها العزيزة موريتانيا المفروض تشديد الحذر، مما يُخًطَّط سبيل إقحامها في فتنة الدمار، التي لا تُهَدِّئ من روعها أرق الأشعار، ولا الميل لجار دون أخر، لتفقد حياد ما أحوجها إليه لتظل كما كانت مصانة الجانب مسموعة الكلمة مُهابة المقام آمنة السهول والهضاب والفجوات و الشطئان والأنهار، ولا يذهب بلبها المتوازن بما آلت إليه القمة العربية بتخطيط مسطر، يُبقي الزعامة فيمن وضع نفسه الند للند مع دول مجرد تخيل المقارنة بها يعد ضرباً من الغرور والأخير هدية الطبيعة لذوي النفوس الضعيفة كما ذكرت "جورج صاند" الأديبة الفرنسية والمرأة الأولى التي اختارت لنفسها لقب رجل و لبست بدلته ليُسمحَ لها بتأليف ونشر كتبها المملوءة ساعتها بالمبتكر من الأفكار.