بقلم: يوسف الوهابي العلمي الكل يزعم حب مدينة طنجة و خدمتها و تعددت الأشكال و الأصناف في ادعاء حب المدينة فهذا ينظم مهرجانا غنائيا أو نشاطا ترفيهيا و ينسب ذلك لحب المدينة, و آخر يتقلب في المراتب السياسية و يدعي أن ذلك حبا للمدينة, و ثالث يبطش و يكسر و يمحي معالمها فإن سألته يقول ذلك لمصلحة المدينة و رابع و خامس… فمن هو الذي يحب طنجة حقا؟ إذا تجولت بطنجة و تفقدت معالمها ستجدها كذلك الطفل اليتيم , معالم منسية تعاني الإهمال والطمس والزوال و آخرى تعرضت إلى البطش والسرقة و عدد منها إلى التشويه والتدنيس, وإذا جلت مكاتبها و سألت عن تاريخها فستجدها كأنك تسأل عن البيت المهجور فلا كتب موجودة تتحدث عن تاريخها و لا اعتناء بمن وثق لعصورها وأزمنتها الغابرة و أحداث تشهد على مكانتها . وإذا سألت عن أبناءها فجلهم يلهتون وراء الدوريات الأوربية وحديث "الليغة" الإسبانية وكل اهتماماتهم تنحصر بين الصراع عن من هو الأفضل "البارصا أم الريال" بينما حضارة أجدادهم و مفخرة أوطانهم و التي لطالما تغنوا باعتزازهم للإنتماء إليها : "طنجاوي و راسي عالي" . و أنا أتساءل بأي شيء سيعلو هذا الرأس أ بالتعصب في مشاهدة كرة منفوخة داخل رقعة الملعب ؟ فما زاد تحقيق اللقب في العز شيئا و ما نقص فقدانه في العز شيئا. هذا حال طنجة, المدينة الأقدم في تاريخ المغرب و التي تفتقد إلى مرجع شاف يوثق تاريخها , فهذه تطوان على سبيل المثال المدينة التي تصغر طنجة و ليس لها ما لطنجة من ذكر و أحداث في كتب التاريخ إلا أننا نجد أن أبناءها اعتنوا بتاريخها أيما اعتناء و إذا ذكرنا ما قدمه الأستاذ محمد داود في كتابه تاريخ تطوان حيث يعد كتابا موسوعا و مرجعا شافيا في تاريخ المدينة و الذي يحتوي على 12 مجلدا بالمقابل ما كتب على طنجة يظل صعب الوصول إليه في ظل غفلة أبنائها بين من يعتبر أن رفعة طنجة هي في وضع بعض المظلات الملونة مع مزج من أشكال اللهو و الرقص و الإنحلال بينما آخرون هدفهم جمع المال باسم طنجة بين جمعية و مركز و مرصد يزعمون الدفاع عن المدينة و تاريخها و جلهم هدفهم حلبها وكسب عواطف الناس لمصلحتهم الخاصة في حين يتيه آخرون في عشق أعمى لا ميزان له ولا اتزان وذلك عندما يزيد حب ممثل طنجة في الدوري المغربي لكرة القدم ليصل إلى العنف و والسباب الذي لا يسلم منه حتى اللاعبين والمسيرين لهذا النادي فهكذا تضيع طنجة بأيدي أبنائها . إلا للأمانة يجب أن نذكر أناسا قدموا الغالي و النفيس لخدمة هذه المدينة و من أولائك الدكتور رشيد العفاقي الذي سخر حياته للبحث و التنقيب من أجل توثيق عدد من الأشياء خدمة لهذه المدينة فأغلب ما نجد اليوم في مكاتب طنجة من تأليفه و على نفقته الخاصة رغم التكاليف الباهظة للطباعة و النشر في غياب الدعم , و هذا هو معنى الحب للمدينة وهو الحب العملي و ليس القولي و منهم أيضا رجلا سخر حياته لجمع كل ما هو غني يتعلق بتاريخ المدينة بل توج ذلك بمقهى نموذجي يظل بيت كل من يحن إلى تاريخ المدينة وإلى الزمن الجميل ألا وهو الأستاذ يونس شيخ و ياليت شبابنا يحدون حدوا هؤلاء عندئذ يستطيع المرء أن يقول بكل ملئ فيه : نعم أنا طنجاوي وراسي عالي